عن الفتنة مع الصين!
تطل اللجان الإلكترونية الإخوانية من جديد، لتقدم لأسيادها خدماتها الجليلة.. هذه المرة الخدمة مزدوجة أمريكية تركية.. الجيب واحد وليس هناك مشكلة لكن هذه المرة أيضا تكون ردود الأفعال الشعبية أكثر وعيا بالأمر، حتى إن الكثيرين عادوا لصوابهم بعد ساعات من مواقفهم المتسرعة ضد البلد الصديق!
السؤال: ما القصة؟! ماذا يحدث هنا؟! والإجابة الفورية أن هناك أكثر من سبب لتصعيد قضية الأقلية المسلمة في الصين.. التي لا جديد فيها على الإطلاق، وكان الأولى مثلا لو القصة قصة أديان الغضب من أجل موضوع الجنسية في الهند وشروطها المجحفة على غير الهندوس هناك وأولهم المسلمون، ولكن لم يحدث! كما أن هؤلاء لا يرون دماء المسلمين على أيدي الأتراك في الشمال السوري! ولا دماء الفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين.
لذا يبدو اختيار الصين عمديا لسببين أساسيين ثم تأتي أسباب أخرى فرعية ربما تحدثنا فيها فيما بعد.. ففي سبتمبر الماضي أعلنت وزارة التجارة الصينية أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بلغ ١٢٦.٧ مليار دولار! لم يتوقف البيان الصيني إنما قال إن هذا هو حجم التبادل في النصف الأول من العام فقط! وأضاف أيضا: إن ذلك يعني زيادة قدرها ١٢٪ وهي نسبة زيادة ثابتة! في حين يبلغ التبادي التجاري الأمريكي العربي الإسلامي ما يقرب من ٢٥٠ مليار دولار سنويا! ونلاحظ أنه مع الدول العربية والإسلامية كلها أي ما يزيد على ٥٠ دولة!
اقرأ أيضا: الإشاعات والفضيلة الغائبة!
السبب الثاني وبعد الهجوم الكاسح لفضح ما سمي بالخلافة العثمانية كان الحل بإعادة إشعال الحمية الدينية التي تقول باضطهاد المسلمين وحدهم في جميع أنحاء العالم! بما يعيد مناقشة الرابطة الإسلامية وتراجعها والحل -إذن- في وحدة المسلمين، والحل أيضا في عودة الخلافة الإسلامية أو أي بديل قريب منها!
واقرأ أيضا: أمريكا.. "مذابح الأرمن" لحماية الأكراد!
هذا الكلام الذي هو مقولة حق يراد بها باطل يليق بالبسطاء.. يؤثر فيهم ويتأثرون به.. لكن علي كل الساعين لعلاقات مصرية وعربية جيدة مع الصين ترفض التدخل في شئون الآخرين الداخلية، وترفض التضحية بمصالح شعوبنا هنا من أجل أزمة داخلية هناك أن يدافعون على مصالح بلادهم والتصدي لهذه الحملة الشرسة التي تستهدف منع إحلال الصين محل أمريكا في أمور عديدة، بينما تحل روسيا محل أمريكا أيضا في أمور أخرى.. في حين يسارع عملاء أمريكا لتقديم خدماتهم في الوقت المناسب بضربة مزدوجة ويصدقهم البلهاء والبسطاء على السواء!.. انتبهوا.