رئيس التحرير
عصام كامل

اغتيال سليماني.. الحرب بدأت في الخليج فعليا!

هي بدأت فعليا منذ الحصار الأمريكي على بيع النفط الإيراني وعقاب أمريكا أي دولة تستورده، حتى لو كانت دول كبرى مثل الصين، أو حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، وقلنا وقتها إن هذا يعني أن الحرب بدأت فعليا، ثم جرى ما جرى من تراجع نسب الضربة العسكرية لأسباب عديدة، ثم الأزمة الداخلية لترامب مع الكونجرس التي نرى أنها متصلة بالتراجع عن ضرب إيران!

 

الآن انتقل الصراع إلى نقطة أخرى لا تقل غلتهابا عن تجويع إيران.. باغتيال “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، والرجل المكلف من إيران بإدارة صراعاتها ونزاعاتها في المنطقة.. من إيران إلى اليمن إلى العراق وهو قيادة من الوزن الثقيل جدا، وجاء اغتياله أمريكيا بعد الهجوم الشعبي على السفارة الأمريكية ببغداد، وبعد حماية الأمن العراقي للسفارة تمت الضربة أمس بمحيط مطار بغداد والتي أنهت حياة رجل إيران المهم جدا وأنهت معها ـ ربماـ أشياء كثيرة أولها شكل المباراة الإيرانية الأمريكية التي من المؤكد ستأخذ بعدا آخر.. خصوصا بعد توعد إيران بالرد.. وكل ذلك على أرض عربية!!

 

اقرأ أيضا: وحدة المصرين.. وانزعاج الاعداء

 

لسنا بصدد تقييم قاسم سليماني ووزنه واعتباره إيرانيا وانجازاته لها.. ولا الاتهامات التي تطاله من الأشقاء بالعراق واتهامه بجرائم عديدة.. إنما حديثنا فقط يتوقف عند الحديث الذي ستعتبره إيران عدوانا وإهانة كبيرة.. وإيران التي قالت قبل الآن ما يعني أن الصاروخ بصاروخ وخطف سفينة بخطف سفينة والصمت على اغتيال سليماني الذي تحول إلى أسطورة فارسية بصماته في عدة دول عربية للأسف في وقت واحد سيكون صعبا للغاية!

 

واقرأ أيضا: خطوات للحرب على أردوغان!

 

السؤال: ماذا لو تمدد الصراع في الخليج وجر معه دولا عربية شقيقة ثم كانت فيه إسرائيل طرفا علنيا ـ علنيا ـ وهي التي تدير كل شيء في الصراع؟ عبء إضافي على مصر في كل الأحوال القيادة المصرية تدركه تماما، لكن ما نريده هو الوعي الشعبي بمخاطر ما يجري خصوصا أن محاولات التشويش لم تتوقف من قائمة مزيفة لعشر دول عربية تقريبا تدعم تركيا لا أصل لها، بل نفاها ضمنا متحدثنا للخارجية المصرية، وهي القائمة التي روجت لها النخبة أكثر من الجماهير بلا دليل واحد ولا هدف منها الا التشجيع على مزيد من الانقسام، بينما لم يزل آخرون يرددون أن الأمر في الخليج كله تمثيل في تمثيل ولن يفيقوا إلا والأمور لهيب في لهيب!

الجريدة الرسمية