رئيس التحرير
عصام كامل

عضو لجنة الأمن القومى بـ "النواب": «أردوغان» عميل يثير الفرقة بين الأنظمة العربية بهدف تقسيم المنطقة ( حوار )

اللواء يحيى الكدواني
اللواء يحيى الكدواني

» التدخل العسكري بليبيا يفوق قدرات «أردوغان» العسكرية ولن يحقق أي نتائج 

» حكومة «السراج» فاقدة للشرعية.. والقانون الدولى منح مصر الحق الكامل في الحفاظ على أمنها القومى 

» «نهب ثروات ليبيا» على قائمة أهداف أردوغان الخبيثة 

 

«الخطر قادم من الغرب.. وحكومة غير شرعية اتفقت مع نظام يدعم الإرهاب.. والهدف زعزعة استقرار المنطقة عمومًا، ومصر تحديدًا».. حقائق صادمة قدمها اللواء يحيى كدوانى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، في تحليله للتدخل التركى في الشأن الليبي، والذي وصفه «كدوانى» بـ«غير المسئول».

عضو «الدفاع والأمن القومى»، تحدث فى حوار لـ "فيتو" أيضا عن مخططات الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، التي يسعى لتنفيذها، سواء تلك المتعلقة بـ«نهب ثروات ليبيا» بدعم من حكومة «الوفاق» ورئيسها فايز السراج، أو تهديد أمن المنطقة وأوروبا بـ«لغم إرهابي» يسعى «أردوغان» لزراعته في القريب العاجل لتفجير الشرق الأوسط. 

اللواء «كدوانى» تطرق أيضا إلى الإجراءات والسيناريوهات الواجب على القيادة السياسية المصرية اتخاذها لمواجهة أطماع وألاعيب «أردوغان» بما يحفظ أمنها القومى، الذي يتيح لها القانون الدولى اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للحفاظ عليه والدفاع عنه بصورة قانونية وشرعية خصوصا بعد موافقة البرلمان التركي على تفويض أردوغان إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا. وتحذير مصر  لأنقرة من مغبة التدخل في ليبيا، بما يهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة، مما يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جراء مثل هذه التهديدات. فإلى نص الحوار:   

*بداية.. من الحرب الأهلية إلى المواجهات العسكرية مع الجماعات والتنظيمات المتطرفة المدعومة خارجيًا.. كيف ترى الوضع في ليبيا حاليًا؟ 

للأسف.. هناك من يريد الأوضاع في ليبيا غير مستقرة، فحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، غير شرعية، ولا تتحكم في مقاليد الأمور هناك، حيث تدعمها ميليشيات مسلحة مدعومة من كل من قطر وتركيا وجماعات إرهابية، لتنفيذ أجندات خارجية لإحداث فرقة وعدم استقرار بالمنطقة لتكون نقطة توتر جديدة مثل اليمن وسوريا، وبالتالي تؤثر على المنطقة بشكل عام وعلى مصر بشكل خاص. 

*وماذا عن الموقف التركى الداعم لحكومة «السراج» التي سبق وأن وصفتها بـ«غير الشرعية»؟

بالطبع هو تدخل غير مسئول، يهدف لهدم الصف العربى وتأجيج الصراع بالمنطقة، حيث يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لاستقطاب كل من الجزائر وتونس لمساندة التوجه القطرى والإيرانى، في محاولة للتضييق على العرب والضغط كل من مصر والسعودية والإمارات، كما يهدف «أردوغان» من تدخله في الشأن الليبي لتحقيق مصالح اقتصادية له بشكل غير شرعى وغير قانونى من خلال استغلال ثروات ليبيا، من الغاز والبترول الموجودة بالبحر الأبيض المتوسط، حيث يسعى لاستغلال علاقته مع حكومة السراج الليبية، لعقد اتفاقيات معها تسمح بمشاركته في استغلال ثروات النفط في البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا بعد الاتفاقات بين كل من مصر وقبرص واليونان على ثروات النفط بالبحر المتوسط، برعاية الأمم المتحدة. 

*وما مدى قانونية وشرعية اتفاقه مع حكومة السراج الليبية؟

اتفاق غير شرعى، حيث لا يحق عقد اتفاقات مع نظام غير شرعى بليبيا، وفقا للقانون الدولى، مع الأخذ في الاعتبار أن البرلمان الليبى رفض مذكرة الاتفاق هذه، كما أن الاتحاد الأوروبي الذي تتمع كل من قبرص واليونان بعضويته، يعلم أن اتفاق (أردوغان- السراج) هو نوع من أنواع التدخل التركى أو الاستعمار التركى لليبيا، مثلما حدث من قبل في سوريا.

ومن جانبى أرى أن «أردوغان» يقوم بدور العميل لإحداث الفرقة بين الأنظمة العربية، بهدف إنجاح المخططات الغربية الساعية لتقسيم المنطقة وهدم استقرارها، حيث يحاول إغراء النظام غير الشرعى في ليبيا ليكسب تعاطفه وجبهته المعادية للدول العربية وفى مقدمتها مصر والسعودية والإمارات.

*برأيك.. ما السيناريوهات العسكرية المتوقعة في ليبيا، في ظل محاولات «أردوغان» تنفيذ مخطط التدخل العسكري في ليبيا؟

حال تنفيذ «أردوغان» تهديداته مع غيره من الأطراف مثل تونس والجزائر بالتدخل العسكري في ليبيا، سيكون هناك صراع طويل الأمد له آثار سلبية على كل الأطراف المشتركة فيه، وأرى أنه سيكون بمثابة «انتحار لأردوغان»، وخطوة تركية فاشلة قبل أن تبدأ، وسيتكبد على إثرها الاقتصاد التركي خسائر فادحة، وبالتالي سيكون هناك تأثير سلبى على نظام أردوغان بشكل عام.   *ما الأسباب التي دفعتك للوصول إلى هذا التحليل؟ التدخل العسكري بليبيا يفوق قدرات «أردوغان» العسكرية، وبالتالي فلن يحقق أي نتائج. 

*وماذا عن تأثير هذه الأوضاع على مصر وأمنها القومى؟

بالطبع، ما يحدث في ليبيا وما يثار من تهديدات بالتدخل العسكري فيها، أمر يهدد الأمن القومى المصرى، وبالتالي من حق مصر اتخاذ ما تراه مناسبًا للحفاظ على أمنها القومى، والخيارات جميعها متاحة، وهو ما تقيمه الجهات المختصة بالدولة، خاصة وأن القانون الدولى يسمح للدول باتخاذ ما تراه من إجراءات عسكرية تحميها من دول الجوار التي تهدد أمنها القومى. 

*بشكل أعم.. كيف ترى الموقف المصرى تجاه هذه الأحداث؟ 

مصر تتبع سياسية متزنة في علاقاتها الخارجية، فهى تساند وحدة الشعوب في اختيار مصيرها، سواء سوريا أو ليبيا، وغيرها، وبالتالي فمصر تدعم وتساند الإرادة الشعبية الليبية وترفض التدخل الأجنبى في شئون ليبيا الداخلية بأى شكل من الأشكال، وتدعو جميع الأطراف الحفاظ على حياة الشعب الليبى وثرواته ومقدراته. 

*برأيك.. هل ترى أن ما يحدث على الأراضى الليبية هدفه مصر من الأساس؟

  بالطبع، يهدف «أردوغان» من وراء ذلك إلى الضغط على مصر من ناحية الحدود الغربية، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وليبيا، حيث يهدف من خلال دعم العناصر الإرهابية هناك إلى تهديد استقرار مصر، وزرع الإرهاب على حدودها ومن ثم تسلل العناصر المتطرفة إلى الداخل المصرى.

*برأيك.. ماذا سيكون الموقف الدولى حال استكمال نظام أردوغان خطوات التدخل في ليبيا؟

 أتوقع أن يكون هناك رفضا شديدا له، لا سيما وأن قبرص واليونان، وهما جزء من أوروبا ترفضان التدخل في التركى، وحاليا هناك تصريحات أوروبية ضد ذلك التدخل، وبالتالي أتوقع أن يكون ذلك محل رفض من المجتمع الدولى، لأنها سياسات غير مسئولة تستهدف زعزعة الاستقرار بالمنطقة وتأهيل المنطقة لميليشيات الإرهاب التي ستمثل خطرا على أوروبا والعالم كله فيما بعد.  

الجريدة الرسمية