رئيس التحرير
عصام كامل

ربح "محمد علي خير " وخسرت الإذاعة!


خبر وقف برنامج الزميل العزيز محمد علي خير من راديو مصر أهم عندنا من حكم الدستورية..الأول نستوعبه ونفهم منه أن برنامجا ناجحا حقق نسبة استماع أسطورية تقرر وقفه فجأة..أما الخبر الثاني فلا ندركه ولا نفهمه..الأول نفهم منه أن عملا إذاعيا ربما كان الوحيد الذي أبقي احترام الناس لراديو مصر بعد انحرافه ناحية المقطم وافتقاده لحياده وموضوعيته واستبقى مؤشر أجهزة الراديو عندهم عليه طوال وقت برنامج " ساعة مع محمد علي خير"..أما الثاني فزاد لخبطة المصريين فوق خبطتهم وزادهم أيضا إرباكا فوق إرباك! 

ومن دون استمرار المقارنة بين الخبرين.. يمكننا القول أن خير استطاع العام الماضي أن يكون أحد علامات الإذاعة المصرية كلها خصوصا أن برنامجه كان يذاع فقرات منه على البرنامج العام محققا جذبا جماهيريا غير مسبوق، ساهم فيها نوعية القضايا التي يتناولها فضلا عن الأسلوب المميز الذي اختطه خير لنفسه والتزم به إضافة إلى الموضوعية الكبيرة واحترام مستمعيه بفئاتهم وثقافاتهم المختلفه..باختصار تحول محمد علي خير في فترة وجيزة إلى ركن من أركان الأثير المصري منافسا لمحطات إذاعية وتلفزيونية عديدة بعضهم لم يحقق نجاحه..ولم يصل إليه!

لا نعرف أصلا تفاصيل وقف البرنامج..لكن ما نعرفه أن عملا ناجحا كذلك لا ينبغي التفريط فيه بسهوله..بل التفريط فيه لا يعني إلا وجود خلل في الرؤية وتقصير في الإدارة وإهدار لدخل جماهيري ومادي كبير..وكلها من موجبات التحقيق العاجل..

أما الزميل العزيز فربما كسبه مكان آخر إلا أنه من المؤكد أن كسب نفسه مذيعا متميزا فضلا عن أنه كاتب محترم!
الجريدة الرسمية