هل يحاسب المسلم على ورود خواطر سيئة وكيف يتخلص منها؟
أحيانا يتوارد على ذهن الانسان خواطر سيئة تأخذ حيزا من تفكير الانسان فيتخوف الانسان من ان يكون قد وقع فى المعصية تلبية إغواء الشيطان . يقول فضيلة الشيخ عطية صقر أمين لجنة الفتوى بالازهر سابقا :إن للشيطان مداخل كثيرة لإغواء الانسان ، وأشد مايهتم به العقيدة ، لأنها اذا انحرفت انحرف السلوك ، كما صح فى الحديث الشريف ( ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )رواه البخارى ومسلم .
والنفس مرتع خصب لوسوسة الشيطان ، فقد تمر عليها افكار وخواطر كثيرة بعضها يمر عابرا لا يمكث الا قليلا ، وبعضها يأخذ حيزا من تفكير الانسان ثم يمضى ، وبعضها قد يرسخ ويثبت ويدفع للتنفيذ . وإذا كانت هذه طبيعة النفس البشرية التى خلقنا الله عليها ، فإنه وهو العليم اللطيف الخبير تجاوز عن كل هذه الخواطر ولا يؤاخذ عليها الا فى حالتين : الاولى :اذا عزم الانسان عليها عزما أكيدا وصمم على تنفيذها بدليل حديث الصحيحين البخارى ومسلم " اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار ، قيل يارسول الله هذا القاتب ، فما بال بالمقتول ؟قال : كان حريصا على قتل صاح". والحالة الثانية :اذا نفذ ما عزم على تنفيذه وقد ثبت ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :"ان الله تجاوز لأمتى عما حدثت به لنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به " رواه الجماعة فى كتبهم
حكم دعاء الاستفتاح وصيغته؟.. لجنة الفتوى تجيب ومحل المؤاخذة على العزم على السيئة ــ وان لم يفعلها ــ اذا كان المانع من فعلها عجزا أو خوفا من رقيب من الناس ، لكن اذا كان المانع من تنفيذ ماعزم عليه خوفا من الله فلا يؤاخذه بل قد يعطيه ثوابا على مجاهدة نفسه، وبهذا يوفق بين ماقد يكون فى بعض النصوص من تضارب فى الظاهر . بعد هذا نقول ان من خواطر السوء ماجاء فى صحيخ مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم "خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته" وقد سئل رسول الله عن الوسوسة فقال (تلك محض الايمان ) وفى رواية اخرى (صريح الايمان ) بمعنى ان الخوف منالوسوسة دليل على الايمان الخالص .، وقد بين الحديث ان الدواءالناجح لهذه الوسوسة هو الاستعاذة بالله دليلا على عبودته الخالصة لله .