داعية أزهري يكشف حقيقة السحر وأنواعه
قال الشيخ ماهر خضير داعية أزهري، أن السحر مشكلة كبرى بدأت تتفشى بين البسطاء من الناس، وتوقع أعدادًا من الطيبين والبرآء في غيها، بسبب الدجل والشعوذة وأوهام السحر والسحرة، فهناك بيوت هُدِّمت، وأموال انتهبت بالباطل، وعلاقات زوجية قد تَصرمت، وحبال مودة تقطعت، بزعم السحر وعلاجه.
وأضاف خضير، أن تصديق أدعياء علم الغيب وإتيان السحرة والرمَّالين والمنجِّمين والمشعوذين، الذين يزعمون الإخبار عن المغيبات، أو أن لهم قوى خارقة يستطيعون من خلالها جلب شيء من السعد أو النحس أو الضر أو النفع لهو ضلال عظيم وإثم مبين.
وعن حقيقة السحر؟ وما هي أنواعه؟ أجاب: في صدر الإسلام كانت النفوس ناصعة البياض، لا مجال للوهم في عقولهم، وفي ظل الدولة الأموية انشغل القادة بالفتوحات، حيث امتدت امتدادًا لا مثيل له من حدود فرنسا إلى قلب الصين والهند وروسيا وفي ظل الدولة العباسية كانت بداية الداء ممن دخلوا الإسلام من أعاجم الفرس والهند، إذ حملوا طلاسمهم وعاداتهم إلى كنف الدولة الإسلامية، في وقت مال فيه بعض الولاة إلى الرفاهية بعد أن دانت لهم البلاد، فدخل السحرة والدجالون إلى أروقة الدواوين يقدمون الحيل ويتلاعبون بالسحر، وجاءت الدولة العثمانية، وفيه طبعت معظم كتبه، ولا نعيب الدولة في هذا وإنما من خلد إلى الجهل، من حبس نفسه في الزوايا وأطال لقبه وهو قابع في التكايا.
وتابع: تطلق مادة ـ س ح ر ـ عند علماء اللغة على معان جمّة، تبعاً لورود استعمالها في الوضع الذي وقع فيه التخاطب ومنها: التمويه بالحيل والخداع والخفاء والاستمالة واللطافة وخفة اليد والسرعة . فهو عبارة عما لطف أمره وخفي سببه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من البيان لسحرًا"، وقوله تعالى: (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ)، أي أخفوا عنهم عملهم والسحر في الاصطلاح : هو عمل يقوم على الخفاء من خلال قدرة تؤثر في الأعين والقلوب والأبدان. قال ابن قدامة: "السحر عُقَدٌ وَرُقَى وكلامٌ يتكلمُ به الساحر أو يكتبه أو يعمل شيئًا، فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين وهذا قول الشافعي".
وأردف: لا يقع ولا ينفذ هذا إلا بإرادة الله تعالى فليس للساحر أن يفعل ما أراد لمن يشاء و‘نما هو مجرد سبب من الأسباب القاصرة.
وعن تأثيره في الواقع قال: نعم السحر له حقيقة ويؤثر في الواقع بقدر الله ومشيئته (والتأثير يختلف باختلاف أنواع السحر المختلفة والتي سيأتي توضيحها إن شاء الله تعالى ) لذا قال النووي رحمه الله : "والصحيح أن له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة" قال الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ... لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) قال الشوكاني: "في إسناد التفريق إلى السحرة وجعل السحر سبباً لذلك دليل على أن للسحر تأثيراً في القلوب بالحب والبغض والجمع والفرقة والقرب والبعد" وفي قوله: (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ). تعليق للأثر بمشيئة الله. قال سفيان الثوري: " إلا بقضاء الله". وقال محمد بن إسحاق: "إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد" وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله والسحر" قال الحافظ: "والنكتة في اقتصاره على اثنتين من السبع هنا الرمز إلى تأكيد أمر السحر" صحيح البخاري، كتاب الطب.