رئيس التحرير
عصام كامل

“هند رستم حبيبته” وتزوج من تركية.. “صبي الباز أفندي” يكشف أسرار حياته الفنية (حوار)

هند رستم حبيبته وتزوج
هند رستم حبيبته وتزوج من تركية.. صبي الباز أفندي يكشف أسرار

بعدَّاد السنين نحن نقطع 52 عامًا بين الذكرى والواقع.. وبمقياس تطور الأمم فنحن نعود من عصر الإنترنت إلى شاشة الأبيض والأسود.. وبترمومتر الضحكة المجلجلة نقترب ممن كانوا سببًا فيها لسنين طوال.. أما الوقت فلم نحتج سوى 45 دقيقة هى المدة التى انتقلنا فيها من الهرم إلى حلوان لإجراء المقابلة مع "الشيخ علي" أو "صبى الباز أفندي".

البداية بمنشور سرعان ما ظهر فجأة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى لبعض قصار القامة تحت عنوان " صبى الباز أفندي"، تفاعل الآلاف مع صاحب البسمة الذى أضحكهم سنين طوال وهم يرونه يتسلق عجلة قصيرة ويطارد مديره فى العمل توفيق الدقن، ويحمل إليه كافة الأسرار خاصة تلك المتعلقة بحبيبته هند رستم، لكن هذا التفاعل لم يمنع أحد أقارب "صبى الباز الأفندي" الحقيقى من أن يعلن أن تلك صور مزيفة، ولأننا نبحث عن الحقيقة سرعان ما تواصلنا مع هذا القريب الذى بدوره أوصلنا إلى "على حداد بدوي". 

4 سنوات فى منطقة بحدائق حلوان كافية أن تجعلك فى غنى عن السؤال عن رقم البيت، "الشيخ على القزم فين؟" مفتاح للوصول إليه بكل سهولة، وجدناه أمام منزل العائلة ويعطف عليه بعض المارة وأصحاب السيارات.. تلك أول صدمة لكنها لن تكون الأخيرة حين عرفنا كافة الكواليس.

 

 

رجل تخطى الثمانين من عمره لا يتذكر الكثير مما عاشه لكن ذكرياته الأهم محفورة فى وجهه.. كان التحدى أن نحاول تنشيط تلك الذاكرة واقتناص الكلمة بعد أخرى لتكوين جملة مع وجود ابن أخيه، واخترنا سريعًا أن نعود إلى البداية قبل أن يحترف الفن ويعيش حياة مستقلة عن العائلة. 

وسط ثلاثة أخوة ووالد يعمل فى مهنة صنع المراكب الحديدية والكبارى القصيرة وُلد الشيخ على بدون تاريخ ميلاد محدد، لكن يمكن تأريخ ميلاده عام 1936 بعد أن أكد لنا أنه شارك فى فيلم "ابن حميدو 1952" وهو فى السادسة عشر من عمره، وبدأ العمل وسط تلك العائلة التى وجد نفسه وحيدًا فيها "قصير القامة".

 

 

الرياضة وتحديدًا "الجمباز" بداية مشوار "الشيخ علي".. من الساحات الشعبية لبعض الأندية التى نسى اسمها حاليًا لكنه حصل على عدة بطولات محلية ساهمت فى انتشار اسمه كى يكون تحت أعين "ريجسيرات" السينما المصرية التى لديها خريطة كاملة بـ"قصار القامة" من أجل الاستعانة بهم، وسرعان ما حدث هذا حين تم الاتفاق معه على دور "صبى الباز أفندي". 

الشيخ "علي" لا يتذكر من كواليس الفيلم سوى نجومه الأربعة "هند رستم – أحمد رمزى – إسماعيل ياسين – توفيق الدقن"، فالساعات القليلة التى قضاها معهم فى "لوكيشن التصوير" كافية لتكوين وجهة نظره.

بالنسبة لهند رستم فإنها استولت على قلب "الشيخ علي".. بدأ حديثه عنها بـ"حبيبتى.. وأحسن ممثلة جت فى تاريخ السينما دائمة الضحك فى أماكن التصوير و"مناكفة" من يقومون بأدوار ثانوية ومقبلش حد يقول كلمة وحشة عنها لحد دلوقتي". 

أما أحمد رمزى فهو "ابن ناس" بحسب توصيف "صبى الباز أفندي" فهو يتعامل برقى مع الجميع لكن بدون اختلاط عكس إسماعيل يس الذى كان دائم العطف على جميع من فى اللوكيشن ودائمًا يحرص على "فعل الخير" بعيدًا عن شركات الإنتاج. 

"الباز أفندى أو توفيق الدقن" يصفه بـ"الشيخ علي" بأن المشاهد التى جمعته به هى الأفضل على الإطلاق لكن لم يكن هناك اختلاط كبير لأن "الدقن" ما إن ينتهى من تصوير عمله حتى يغادر للمشاركة فى عمل آخر. 

انتهت مرحلة "ابن حميدو" ونال " الشيخ على " شهرة واسعة سواء من خلال لعبة فى "الجمباز" أو فى هذا الدور الذى لحق به منذ ذلك الوقت، وفى هذا الوقت انتقل من مصر القديمة "مقر العائلة الأول " ليعيش منفردًا فى المعادى ويتزوج وينجب بنتين. 

لم تبتسم الحياة السينمائية كثيرًا بعد ذلك فقضى ثلاثة مواسم فى فوازير "نيللي" الأخيرة وهى سنوات ازدهار فنى آخر له عاشه بكل ما فيه، وسرعان ما انتهت تلك المسيرة فلم يعد هناك طلب عليه وسرعان ما خانه جسده فى لعبة الجمباز فانتهى به الحال بعد سنوات طويلة هكذا بدون عمل. 

لم تكن تلك حياة "صبى الباز أفندى فقط" فمن خلال فريق الجمباز جمعته علاقة مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى الذى أحب هذا الفريق وكان دائم التشجيع له وتجمعة صورة مع النجم يحتفظ بها بمدخل حجرته دائمًا.

 

 

حياة "الشيخ علي" بعيدًا عن الفن لا تقل إثارة أيضًا، فالرجل فى حياته الكثير من الأسرار المجهولة مثل ما أخبر به ابن أخيه إنه فى عز شهرته التى جلبت له معجبات من دول كثيرة تزوج من امراة تركية وأنجبت منه، ثم سافرت ولم يعرف عنها أي شيء بعد ذلك.   

أما صداقات "الشيخ علي" الفنية فهى بعيدة عن أهل الفن، فقط هم أعضاء فريق الجمباز من "قصار القامة" ومنذ وفاة معظمهم وهو يعيش حالة حزن عليهم.

 

 

ما بعد الثمانين، وبعد أن انفصل عن زوجته منذ سنوات، تتلخص حياة الشيخ علي الذى جاء للسكن فى بيت العائلة بعد أن انتقلوا إلى حلوان، بين بعض الجلسات مع أصدقاء أبناء أخيه وهى جلسات لا تخلو من أبيات الشعر التى يجيدها "صبى الباز أفندي" أو نكت بعضها "قبيح" وحديث كثير عن "الروحانيات" التى أصبح مفتونا بها بتقدم السن.

أما العيش وحيدًا فى حجرة بالبيت يعود إلى طبيعته الرافضة للعطف من أي فرد حتى عائلته ورغم أنهم يراعونه لكنه يرى أن عطف المارة عليه أفضل بكثير وكل مطالب عائلته أن تدعمه الدولة بـ"كشك" أو معاش استثنائى باعتباره من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.

ساعتان مع الشيخ علي كافية جدا لأن نعرف أن من منحنا الضحك سنوات ليس بالضرورة أن يكون سعيدًا.

الجريدة الرسمية