أنوال الأمل في وديان سيناء
الصديق السيد الدمرداش واحد من الصحفيين الذين خرجوا من دائرة النقد إلى العمل الأهلي التطوعى، اختار “الدمرداش” واحدة من مناطق مصر المنسية، وقرر أن يكون جزءا من مجتمع البدو في جنوب سيناء، أنشأ جمعية أهلية وقرر خوض غمار معركة العمل مع أهالينا هناك، شكل فريق عمل من عدد من الشباب وتعاون مع جامعات ومؤسسات، ولاقى دعما قويا من محافظها اللواء خالد فودة وشاركته وزارة السياحة في مشروعاته التنموية هناك.
أسهمت وزارة البيئة وعدد من الفنادق والقرى السياحية بشرم الشيخ في نجاح العمل، كان الدمرداش ذكيا في تعاطيه مع المجتمع البدوى الذي يرفض فكرة الإحسان، وعمل في مشروعه على نقل المرأة إلى مناطق أكثر رحابة وقدرة على التعاطى مع مشكلات مجتمعها.
وقرر تغيير الواقع بـ"نول يدوى" لصناعة السجاد اليدوى، ولم يطلب من المرأة أن تنتقل من مجتمعها إلا فترة التدريب ثم العودة بنولها إلى دارها أو إلى مشغل تم إنشاؤه خصيصا، ولم يتوقف مشروع جمعية سياحة مصر على منح التدريب والأنوال فقط بل استطاع أن يتفق مع عدد من الفنادق والقرى لتسويق هذه المنتجات.
اقرأ ايضا: ستاربكس.. الكييف وسنينه!
وعكف “الدمرداش” وفريق العمل الأهلي من كليات الفنون الجميلة على استخراج جواهر المرأة البدوية بالتركيز على الصناعات التقليدية، وقدم للسائح الأجنبي والمصرى منتجات غاية في الدقة والفن الرفيع، وظل على مدار خمس سنوات يعمل في الوديان وينتقل مع فرق العمل المتنوعة، ليصبح جزءا لايتجزأ من هذا المجتمع الغني بتقاليده وكنوزه الفنية.
راهن “الدمرداش” على المرأة في مجتمع يتصور البعض أنه محكم الإغلاق، واستطاعت فرق العمل النسائية الوصول إلى قلب وعقل نصف المجتمع، وصارت هناك علاقات وطيدة بين فكرة المشروع والمجتمع، بدأت المرأة السيناوية اكتشاف مناطق قوة جديدة، واستطاعت أن تقدم نفسها بفنها وقدرتها على الاستيعاب وتحريك فوائض قوة لديها، لتصب في مصلحة الأسرة.
آمن عدد كبير من أساتذة الجامعات والمرشدين السياحيين وشخصيات عامة بفكرة المشروع، وتمكنوا خلال خمس سنوات من العمل الدءوب من خلق فرص حقيقية واكتشاف مواهب عديدة لدى هذا المجتمع الغنى بقيمه.
واقرأ ايضا: رسائل "منير" السياسية
كانت “فيتو” حاضرة كل مناسبات المشروع، وراقبت عن كثب نجاحاته، ونقلت للجماهير أدق تفاصيله، كانت فرق “فيتو” من المصورين والصحفيين حاضرة طوال الوقت، إيمانا منها بدور الإعلام في عملية التنمية، واستطاعت كاميرات “فيتو” أن تدخل إلى الوديان وإلي الورش وإلى صالات العمل اليدوي، ويوما بعد يوم أصبح الحلم حقيقة لها تداعياتها في تطوير ونمو مجتمع يحتاج منا ألف مؤسسة ومؤسسة، لإضافة ما هو جديد إلى أهالينا هناك في البقعة المباركة.