رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى محمود: طه حسين أديب وليس مفكرا

الدكتور مصطفى محمود
الدكتور مصطفى محمود

فى حوار أجرته الصحفية نوال مصطفى ونشرته جريدة أخبار اليوم عام 1998 مع المفكر الدكتور مصطفى محمود “ولد فى مثل هذا اليوم 27 ديسمبر 1921 ــ رحل 2009” حول مشوار حياته وما واجهه من صعوبات سألته نوال مصطفى حول الفكرة التى تشغله؟

قال كان عملية السلام مع إسرائيل ما هى إلا تعطيل لبعض الوقت من أجل المواجهة الحقيقية حيث إنه ليس هناك سلام على الإطلاق فى خطط إسرائيل، صحيح أن الموقف الفلسطينى سليم لكنى كلما نظرت إلى الموقف الإسرائيلى وجدته مناورة، حيث نصت بعض الكتب القديمة وذكرت بالنص فى التوراة إلى جانب أن اليهود أنفسهم تحدثوا عن المعركة الكبرى التى أسموها هرمجدون وكان رؤساء أمريكا ومنهم ريجان يؤمنون بذلك، وما يحدث فى البلاد الإسلامية يدل على أن شوكة اليهود وصلت إلى أنها عملت قوانين خاصة بها فى كل أوروبا.

سألته: هل ترى أن ما يحدث لنا شيء مخطط؟

قال: هنا كعناصر كثيرة أدت الى غيبوبة البلاد الإسلامية منها ضعفها ومنها هذا الكم المهول من القنوات الفضائية التى تتحدث عن الجنس إلى جانب أفلام العنف والرقص العارى وعروض الأزياء التى تكشف عن الجسد بدواعى الموضة.

سألته: كل مرحلة من حياتك تعبر عن قناعات نابعة من ذاتك ومتأثرة بالظروف السائدة ومساحة الحرية المتاحة فكيف شكلت مرحلة الشك ملامح فكرك؟

قال: أولا أحب أن أقول أنا عمرى ما كنت ملحد، ولم أشك أبدا فى وجود الله سبحانه وتعالى ولا فى وحدانيته إنما كنت فى شكوك حول الإنسان .. ايه حكايته، هل هو مسير أم مخير وما حكاية النار والبعث.. أسئلة كثيرة لم أستطع منع نفسى من التفكير فيها.

وقد كتبت كتابى (الله والإنسان) فثار الأزهر وقدمت للمحاكمة عام 1956 ويومها دافع أحد المحامين الكبار بأن هذا كلام قالوه كبار المشايخ زمان وأحضر كتب ناس عايشين قالوا نفس الكلام، فاكتفى القاضى بمصادرة الكتاب.

سألته: هل قرأت الشعر الجاهلى لطه حسين؟

قال: والله طه حسين لا يمثل شيئا فى هذه المسألة فقد كان كتابه هذا منقولا بالنص من المستشرق الفرنسى باربليوس وطه حسين أديب وليس مفكرا.

سألته ما الفرق بين الأديب والمفكر؟

قال: الآن لازم الأديب يبقى مفكر لكن زمان أيام كتابة المقالات والمنفلوطى كان هناك الأديب صاحب العبارة لكنه لم يكن من الضرورى أن يكون مفكرا إنما دلوقتى لازم يكون مفكر، فالمفكر يجب أن يفهم الصراعات التى يعيش فيها ويعبر عنها وأن يكتشف الاصابع خلف الستار التى تشكله حتى وهو يكتب.

سألته: هل كتابك "محاولة لفهم عصرى القرآن" نواة لمشروع لتفسير القرآن الكريم؟

دار الكتب تصدر "بين التاريخ والسياسة" إهداء للمؤرخ صابر عرب

قال: لا أنا عمرى ما فكرت أنى أكتب تفسيرا للقرآن بشكل شامل لكن هذا الكتاب كان محاولة لفهم بعض ما ورد فى القرآن ن والغريب أن الدكتورة بنت الشاطئ هى التى اقترحت على هذا العنوان ثم كتبت 300 مقالة تشتمنى فيه على الكتاب ووصفتنى بالدكتور المريض ولم أرد عليها، ثم صودر الكتاب أيضا.

سألته: هل تعتقد أننا نعيش عصرا تنويريا؟

قال: أعتقد ذلك لأن شرط التنويرية حرية الرأى وهذا موجود.

الجريدة الرسمية