فوائد سورة الحجرات
سورة الحجرات هي سورة مدنية نزلت في العام التاسع للهجرة، وعدد آياتها ثماني عشرة آية، وهي من المثاني، ترتيبها في المصحف التاسعة والأربعون، نزلت بعد سورة المجادلة، وبدات بأسلوب النداء ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وسميت السورة بالحجرات نسبةً إلى حجرات زوجات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان لكل واحدة منهن حجرة في مؤخرة المسجد النبوي.
فوائد السورة تتحدث السورة عن عدة مواضيع تتعلق بالآداب والأخلاق، من هذه المواضيع: أدب التعامل مع الله ورسوله، والتعامل مع الفسقة والتثبت من الأخبار، وقتال الفتنة بين المسلمين والصلح بينهم وقتال الفئة الباغية، والنهي عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، والنهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة، وتذكير الناس بأصلهم وأن التقوى أساس التفاضل، التفريق بين الإسلام والإيمان وبيان معنى الإيمان وأنه منة من عند الله.
تعرف على أسرار وفضائل سورة الضحى
مضامين السورة
بدأت السورة بالتوقير والاحترام والتبجيل والإعظام للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء في الآية الأولى النهي عن قضاء أي أمر من الأمور دون أمر من الله ورسوله، قال ابن كثير: «أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه، أي: قبله، بل كونوا تبعًا له في جميع الأمور»، وقال مجاهد بن جبر: «لا تفتاتوا على رسول الله بشيء، حتى يقضي الله على لسانه.». وقال الحسن البصري: «أناس من المسلمين ذبحوا قبل صلاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم النحر، فأمرهم نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يعيدوا ذبحًا آخرًا.»
قال البقاعي: سورة الحجرات مقصودها الإرشاد إلى مكارم الأخلاق بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم بالأدب معه في نفسه وفي أمته، وحفظ ذلك من إجلاله بالظاهر ليكون دليلا على الباطن فيسمى إيمانا، كما أن الإيمان بالله يشترط فيه فعل الأعمال الظاهرة والإذعان لفعلها بشرائطها وأركانها وحدودها لتكون بينة على الباطن وحجة شاهدة له {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} [العنكبوت: 2] فحاصل مقصودها مراقبة النبي صلى الله عليه وسلم في الأدب مغعه لأتها أول المفصل الذي هو ملخص القرآن كما كان مقصود الفاتحة التي هي أول القرآن مراقبة الله، وابتدئ ثاني المفصل بحرف من الحروف المقطعة كما ابتدئئ ثاني ما عداه بالحروف المقطعة، واسمها الحجرات واضح الدلالة على ذلك بما دلت عليه آيته.