إفطار العظماء!
في واحد من أعظم أحاديثه يقول نبينا الكريم محذرًا كل منا: "يبصر أحدكم القذى (ذرات التراب متناهية الصغر) في عين أخيه، ويعمى عن الجذع (قطعة الخشب الكبيرة) في عينه"، وهو هنا يرشدنا وينهانا في نفس الوقت عليه أفضل الصلاة والسلام من أن يرى الإنسان عيوب الآخرين بعدسة مكبرة حتى لو كانت تكاد لا يمكن أن ترى بالعين المجردة من فرط صغرها وعدم تأثيرها..
في حين أنه يتغافل عن رؤية وإدراك عيوبه وأخطائه هو على الرغم من وضوحها الشديد، وهو ما يفسر لنا ظاهرة الرغبة الشديدة لدى العديد من البشر الذين نراهم يوميًا في كل مكان يتفننون في نقد وجلد الآخرين، وكيل الإتهامات لهم، ومحاولة إظهارهم في أسوأ صورة ممكنة.
اقرأ أيضا: الرقابة الأهم
ويقول الكاتب الأمريكى الشهير "كين بلانشارد" صاحب كتاب "مدير الدقيقة الواحدة" الذي بيع منه أكثر من 13 مليون نسخة: "محاسبة النفس هي إفطار العظماء".. حقًا وصدقًا يا لها فعلًا من مقولة ذات تأثير شديد وواسع الإيجابية على كل المجتمع، لو أحسن كل منا تطبيقها على نفسه..
فلو نظرنا إلى عيوبنا بعين عادلة وحيادية بدون أي عصمة أو غرور أو استعلاء وعملنا طوال الوقت على تلافى وإصلاح هذه العيوب وتحويلها إلى نقاط قوة، فبالتأكيد حينها لن نمارس عادة رمى الناس بالحجارة، وسننظر إليهم نظرة أكثر رحمة وإنصافا وعدلًا، بل من الممكن أن نكتشف في أوقات كثيرة أننا سبب رئيسى في بعض الأخطاء التي يرتكبها الآخرون بدون وعى منا.
واقرأ أيضا: وماذا بعد؟
تأكد لو التزمت بمنهج محاسبة النفس أولًا بأول، مع غض الطرف عن الزلات غير المقصودة للآخرين ستتحول حياتك للأفضل في مواضع كثيرة سواء مع الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء أو في دائرة العمل، وسيمنحك الله حينها تحسنًا عبقريًا تستحقه في حياتك على جميع المستويات.