ليبيا.. قلب مصر
ليبيا ثم ليبيا، سيظل هذا الملف مصريا مهما حاول البعض إقحام بلاده فيه، الأرض واحدة والمصير واحد، التحديات واحدة والهموم واحدة، فمصر وليبيا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر أوصال البلد الثانى بالسهر والعمل على حمايته من كيد الكائدين ومكر الماكرين، مصر هي الامتداد الطبيعي والجغرافى للشقيقة ليبيا، وقد عشنا عصورا من العمل المشترك، ورأينا كيف تأثرت القاهرة بما يجري في طرابلس والعكس صحيح.
الأتراك أغراب عن بلادنا، والمقصود ببلادنا مصر- ليبيا، وسيظل الأتراك قوة احتلال، لن يكون من المنطقى السماح بوجودها مهما قيل في هذا الأمر، الواقع يقول إن وصول تركيا إلى طرابلس لن يكون، والتفسير الوحيد لاتفاق حكومة الميليشيات بقيادة فائز السراج وحكومة تركيا ليس إلا عملية ابتزاز رخيصة لن تكون محمودة العواقب، الغرب قال كلمته، وواشنطن قالت كلمتها، وروسيا قالت كلمتها ، وقبل الجميع تردد القاهرة دوما كلمتها من أجل صالح الشعبين في ليبيا ومصر.
واقرأ ايضا: "أردوغان" و"شكري" وانهيار مصر
التاريخ يشير إلى فترات صدام مصرى ليبي لم تدم طويلا، لأن الصدام عكس منطق الجغرافيا السياسية، وعكس منطق المصالحة وعكس التيار، وعكس المزاج العام، بين شعبين تشاركا سويا نفض غبار الاحتلال عن قارتنا السمراء. التاريخ يقول إن الجيش الليبي الذي حرر البلاد من الاحتلال الإيطالى أنشئ في مصر وبأموال شعبية مصرية، وشاركت قبائل الحدود المصر-ليبية في وقائع الانتصار العظيم على قوى الاحتلال.
اقرأ ايضا: فوضى ليبيا.. خطر يهددنا
في الوقت الذي كانت فيه تركيا قوة احتلال في عالمنا العربى، كان الشعب الليبي والمصري يقاتل من أجل تحرير الأرض، وكما شارك المصريون أشقاءهم الليبيين في حربهم ضد الاستعمار، كان الليبيون حاضرين بقوة في معركة تحرير الأرض المصرية، وشاركوا في حرب أكتوبر المجيدة.. هذا هو التاريخ فأين كان الأغا التركي؟ وهل يتصور أن ليبيا هانت أو أن شعبها تنطلى عليه مثل هذه الألاعيب؟!!