الخلع والعزل
هذا يدعو إلى الخلع والآخر يتفادى العزل.. هذا حال أحسن بلدين في العالم .. تجلى الديمقراطية في أحسن صورها.. في بريطانيا خذل نواب الأغلبية زعيمة الحزب الحاكم ولم يوافقوا علي مقترحها بالخلع من الاتحاد الأوروبي، وانتخبوا زعيما آخر وعد ونفذ وعده .. “بوريس جونسون” زعيم الأغلبية ورئيس وزراء بريطانيا السياسي الداهية الملاوع الذي يتحرك خارج الصندوق.
كان عمدة لمدينة لندن ثماني سنوات في دورتين متتاليتين، والمولود في نيويورك ومن صنف ترامب لكنه أذكى قليلا منه وأكثر كفاءة وتعليما، كانت عينه على الزعامة البريطانية وعمل عليها بجهد واجتهاد ونالها، وها هو يدعو إلى مستقبل مشرق للمملكة المتحدة، ولو إني أشك في هذا.
وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ليس خسارة لأن الإنجليز لا يخسرون أبدا مهما كان الأمر، لأنهم ملوك الزنب والمهاميز والفرقة ـ وأغلب الأحيان هم الفائزون وهم يديرون السياسة في العالم من وراء الستار، وجونسون سياسي داهية متمرس وله شعبية كبيرة، واستطاع أن يخلع كما وعد في الميعاد الذي حدده.
اقرأ أيضا: نقطة اللاعودة والمناخ
أما السمسار “ترامب” فيكفي أنه أهين وفقد كرامته وتأثيره وليس له إلا الكلام، بعد أن أهانه نواب الشعب الأمريكي بمحاولة عزله، وها هي الديمقراطية تعمل، ويكون الحكم للشعب لعلنا نتعلم من أكثر شعوب الحرية في العالم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهم أحسن دول العالم حرية وديمقراطية واقتصادا.
والمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتج أكثر من ربع العالم، بمعنى أنها تنتج أكثر من الصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا مجتمعين. وهذه الإحصائية منذ عدة سنوات، صحيح أنها دولة لا تحب المسلمين لكنها ليست ضد مواطنيها المسلمين، لأن الدستور الأمريكي محترم من الجميع الحاكم والمحكوم، وكان الله بالسر عليما.
