هزيمة الإخوان في عيد النصر!
منذ الإفراج عن الإخوان أوائل السبعينيات ولم يكن أمامهم إلا تقديم "الأحد" بعد أن قدمت السلطة لهم "السبت"، وكان من بين هذا الذي يقدم هو تشويه كل ما له علاقة بالخمسينيات والستينيات حتى لو كان أروع ما فيها! استعادة أملاك مصر وحقوقها ومستحقاتها ومعهم الثأر للـ ١٢٠ ألف شهيد ممن ماتوا وهم يحفرون قناة السويس التي ذهب خيرها للأجانب..
وبدلا من اعتبار التأميم ثم التصدي للعدوان الثلاثي في بطولة أسطورية من أهم إنجازات المرحلة حدث العكس، أرادوا تقديم خدمة جليلة للمنهزمين في حرب ٥٦ فقادوا أطول وأسوأ حملة أكاذيب، قالوا للناس فيها إنها كانت "هزيمة"! وإنها حرب كان يمكن تجنبها! كيف ذلك؟! بعدم تأميم القناة! لماذا؟! لانها كانت ستعود وحدها بعد ١٢ سنة!!
المدهش في أمر هؤلاء أنهم فجأة أصبحوا يصدقون المحتل، رغم أنه لم يصدق في شيء منذ دنست أقدام جنوده أرض بلادنا! بل لم يصدق في أي شيء حول العالم كله. فلا عادت فوكلاند للأرجنتين.. ولا عاد جيل طارق لإسبانيا، ولا عادت هونج كونج كما كانت إلى الصين! لكنها السخافة السياسية في أسوأ صورها وهي أهم مهام أي طابور خامس في العالم، تكون مهمته منع اجتماع الأمة -أي أمة- على هدف واحد!
اقرأ أيضا: البحرية المصرية.. "الراجل يقرب"!
مرت الأيام.. وانتقلت أكاذيب إعلام الإخوان إلى الكثيرين. انتقلت إلى حزب الطرابيش الذي استحلى كبيرهم الأكذوبة حتى لو على حساب الوطن، فكلف صغيرهم أن يردد في صفحات كاملة الكذبة الكبيرة.. وقبلها انتقلت إلى منافقين جدد يقدمون أنفسهم للسلطة ومنهم من يقدم نفسه للأمريكان ومنهم من يقدمهم لدول بالمنطقة.. ثم ورث جيل آخر الكذبة ومجمل الأكاذيب من هؤلاء.. حتى ظن البعض -وبعضه إثم طبعا- أن مسوغات العمل بالكتابة أن تهاجم ثورة يوليو وقائدها وتشوه إنجازاتها.. حتى وجدنا أبناء العمال والفلاحين يفعلون بلا وعي.. الأمر نفسه!
واقرأ أيضا: حب بين الروح والجسد (2)
الآن.. وبعد أربعين عاما ويزيد عن الحملة.. ألغى فيها رسميا عيد النصر.. وخرج جيل من رحم أجيال.. وإذ بكل جبال الأكاذيب تنهار.. وإذ بالمصريين من كل الأجيال يردون للشهداء البررة وللأبطال العظام اعتبارهم.. ولدمائهم الزكية طهرها وقدسها.. ويشعلون صفحاتهم بنور إحياء الذكرى المجيدة.. وينفجر الضمير الوطني بما ينبغي أن ينفجر به.. بالحقيقة.. والحقيقة أننا قدمنا كشعب يتقدمه أهل بورسعيد أروع صور الفداء والتضحية والشجاعة.. وانتهى بأن ينسحب المعتدي ذليلا وتعود القناة ونبني السد العالي ونكتشف الإخوان ونسقطهم ليس من الحكم والسلطة فحسب وإنما من أي اعتبار ومن كل اعتبار!