المخدرات وتهديد وجود المجتمع (2)
ظهر فى الأسواق مخدر يدعى بـ"قطرة الميدرابيد" وهي أحد أنواع القطرات التي يتم صرفها من أجل توسيع حدقة العين، وذلك من خلال التأثير على قزحية العين، وهي من المخدرات الحديثة، مما يسبب لها الاسترخاء والراحة، ولكن هناك العديد من تجار المخدرات الذين يلجئون إلى حقنها داخل الدم، حيث وجدوا أنها تسبب المزيد من المتعة والفرحة.
ولكن من أكبر الآثار الضارة أنها تعمل على تغيير نسبة القلوية في الدم، وتسبب بنسبة كبيرة في نمو نوع من الفطريات على القلب حتى في حالة توقف الشخص عن تعاطيها، ولذلك فإن احتمالية تعرض الشخص إلى الجلطات تكون كبيرة جدا. كما أن من أضرارها أنها تسبب الموت المفاجئ، وخاصة هؤلاء الذين يكثروا من تناولها من خلال الحقن، ومن الأعراض التي تظهر على المريض فور تعاطيه لهذه القطرة هو احمرار في الوجه، حدوث نوع من الهلوسة السمعية والبصرية، مع الشعور بالخمول الشديد وعدم القدرة على القيام بالمهام المطلوبة منه.
ونجد أيضا مخدر "الفلاكا" وهو أحد المخدرات الحديثة التي تجعل الفرد كما لو كان أحد شخصيات الزومبي (آكل لحوم البشر). وهو عبارة عن مخدر صناعي ويرمز له بالرمز الكيميائي pvp، وتم صناعتها لأول مرة في الصين، وهو من المخدرات التي يعتبر سعرها رخيص مقارنة بباقي الأنواع من المخدرات. أما المكون الأساس لمخدر الفلاكا هي مادة الكاثينون والتي تعتبر أقوى بثلاث مرات من مخدر الكوكايين.
اقرأ أيضا: بنك "ناصر" لوحده مش كفاية
وهو يوجد على شكل حبيبات بيضاء تأخذ شكل الحصى، ويتناول العديد من الشباب حيث يشعرون بمزيد من السعادة والعظمة الكبيرة، وفيها يقوم الشخص بإصدار أصوات غريبة، وتتزايد لديه حالات العنف، فضلا عن ارتفاع درجة حرارته. ويرجع السبب الرئيسي لإقبال الشباب عليه أن هرمون الدوبامين الذي يتم إفرازه في المخ والمسئول عن السعادة يتم تحفيزها من قبل هذا المخدر، وبالتالي فإن المريض يشعر بمزيد من الهلوسة والنشاط الزائد. ومن أضراره أنه يسبب انهيار في العضلات، كما انه يؤثر على عمل الكلى داخل الجسم وبتطور الإدمان فإنه يقوم بزيادة العنف على من حوله من الأشخاص وعضه بأسنانه، وتحوله إلى كائن وحشي.
ومن المخدرات المستحدثة "حبة الفيل الأزرق" من أشهر المخدرات الحديثة والتي أصبح انتشارها كبيرا على مستوى العالم. ويصل سعرها في الغالب ما بين 20 إلى 40 دولارا، أما الاسم العلمي لها فهو "DMT" ويمتد مفعولها لمدة ساعات، أما بداية التأثير على الشخص فيكون بعد 20 ثانية من تناولها. وفي الواقع فان حبة الفيل الأزرق استمدت فكرتها من خلال المادة الكيميائية التي يتم إفرازها داخل جسم الإنسان من خلال عقله وبعد تناوله، فأنها تقوم بتهيئة الإنسان ليدخل إلي عالم افتراضي بعيد تمام عن الواقع الذي يعيشه، وفيها يتخيل الإنسان مواقف لم تحدث له، وأحيانا حدثت له بالفعل، ويقال على هذا العالم إنه عالم ما بعد الموت وفيها عيش الفرد طوال مدة تأثير الحبة في مجموعة من الهلاوس السمعية والبصرية.
أما من حيث أضرار هذا العقار فإنه يسبب ضمور في خلايا المخ، كما يسبب مزيدا من المشاعر السلبية كالقلق والاكتئاب واليأس وقد يدفع الإنسان في بعض الحالات إلى المضي قدما والتفكير جديا في الانتحار. ومن الجدير بالذكر أن هناك حوالي 75% من الأشخاص الذين تناولوا هذا العقار قد أقبلوا بالفعل على الانتحار ما يبين التأثير الضار والكبير على متعاطين هذا النوع من المخدرات الحديثة وقد فسروا الأطباء هذا المعدل الكبير على حالات الانتحار بسبب المشاهد التي تمت مشاهدتها وهما تحت تأثير المخدر.
واقرأ أيضا: أفلحت الحكومة ان صدقت !
وأخيرا نجد "المخدرات الرقمية" وهو عبارة عن نوع جديد تماما لم نسمع به من قبل ويسمى بالمخدرات الرقمية. وهو في الواقع ليس مادة أو سائل يتم حقنه أو شمه من خلال الأنف، ولكن هي عبارة عن نوع معين من الموسيقى التي تكون على ترددات معينة من الموسيقى، وعند سماعها فإن الشخص يشعر بنفس حالة النشوة والفرح التي يشعر كما لو كان يتناول مخدرات تقليدية؛ ولذا يطلق عليها المخدرات الإلكترونية أو الرقمية، وسعر هذه الملفات أو الأسطوانات ليس بالغالي كما أنها أصبحت تنتشر على الإنترنت.
وفيها يقوم الشخص بالدخول إلى غرفته، وإطفاء جميع الأنوار والإضاءة بداخلها، ثم يقوم بتشغيل هذه الموسيقى قبل نومه ويشعر بنوع من حالة السكر والفرحة. ومن الجدير بالذكر أن العرب قد احتلوا المركز الثالث في المخدرات الرقمية وتصل أضرارها إلى حدوث العديد من التشنجات العصبية والحسية إلى الشباب التي يسمعونها، ويصل بهم الأمر إلى حدوث تلف في الجهاز العصبي؛ مما يؤثر على الأعضاء والأجهزة التي ترتبط بالجهاز العصبي. ورغم تشدد الرقابة من قبل الحكومات على هذه الأنواع من الموسيقى إلا أن انتشار الإنترنت والتكنولوجيا قد جعل السيطرة عليها من الأمور المستحيلة.