قنابل موقوتة.. الحكومة اللبنانية الجديدة تسير على جسر من الأزمات
حساسية التوقيت وإشكالية التوافق، وعوامل أخرى تجعل من مهمة حسان دياب، رئيس وزراء لبنان الجديد، في غاية الصعوبة، في ظل طريق مليء بالألغام والأزمات التي قد تعرقل مسيرته بل وقد تنهيها قبل بدايتها.
وبحسب الأجواء المحيطة بهذا الاستحقاق الحكومي، فإن الرئيس المكلف أمام مهمة شاقة وطريقه مليء بالعديد من الأزمات: أولها، أزمته مع السنة ومحاولة انتزاع ثقة الطائفة التي بدا جليا أنها محجوبة عنه في غالبيتها العظمى أمس.
تعليق صادم من رئيس الوزراء اللبناني الجديد عن حزب الله
أما الأزمة الثانية فتتعلق الحكومة نفسها، الكامن في شكلها، وما إذا كان الرئيس المكلف قادرا على تشكيل حكومة اختصاصيين، لا سياسية، أو أنه مجبر على تشكيل حكومة تكنو- سياسية، يشكل اسمها استفزازا للحراك الشعبي، والذهاب إليها قد يشعل الحركات الاحتجاجية وبنحو أعنف مما كان عليه الحراك قبل التكليف.
والأزمة الثالثة تتعلق بالثقة وما إذا كان الرئيس المكلف قادرا على تقديم نفسه كشخصية موثوقة للداخل، وكذلك للخارج. وما إذا كان يخبئ صيغة حكومية موثوقة وتوحي بالصدقية والثقة، تحاكي المواصفات التي نصح بها المجتمع الدولي.
أما الأزمة الرابعة فتتعلق بـ"الصمود"، وما إذا كانت "الجرأة" التي تمتع بها دياب بقبوله "التكليف"، متجاوزا بذلك الموقف السني العام، وشرعية واسعة من القوى السياسية المعترضة عليه، ستثبت أمام ما تبدو أنها ستنعكس عليه في الشارع أو على مستوى الطائفة، وسيستمر ماضيا نحو تأليف حكومة حَدّد روحيتها في بيانه من بعبدا بعد تكليفه، أم أن هذه "الجرأة" ستذوب أمام الضغط، فيعتذر في نهاية المطاف.