الوزير الذي رحل والاتصال الذي لم يتم!
بعد وقت قصير من التعديل الوزاري الذي خرج على إثره الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال الأسبق من الوزارة، كنت على شاشة صدى البلد مع الإعلامية عزة مصطفى، وكان الوزير الوحيد الذي مدحناه وقلنا ما معناه إنه صنع معجزة مع شركات خاسرة، بعد خراب طويل وخصخصة فاسدة مفسدة، حولها لرابحة، وأخرى أوقف خسائرها، بينما عظم أرباح شركات أخرى..
وعقد اجتماعات جمعيات عمومية عديدة لعدد من المصانع والشركات فشل كثيرون قبله في عقدها، ووضع خطة استنهاض الصناعة المصرية وأهمها الغزل والنسيج، وهي ذاتها الخطة الحالية فضلا عن خطط لشركات أخرى منها النصر للسيارات والحديد والصلب!
اعتقد البعض أن أجهزة الدولة ستغضب لمدح وزير خرج على التو من الوزارة، ولم تمر أيام وتحدث الرئيس السيسي للمصريين في لقاءاته الدورية.. ومدح سيادته بنفسه الوزير نفسه وشكره على ما قدمه وأعطاه حقه!
اقرأ أيضا: الصرامة عن "ليبيا" والتفاؤل مع "إثيوببا".. فروق تصريحات الرئيس!
مرت الأيام والأسابيع، ندرك أن تغيير الوزير يرجع لدرجة الحركة في الوزارة وأنه ربما يريدها الرئيس السيسي أسرع مما هي عليه، أو لأسباب أخرى لا نعرفها لكنها موضوعية بكل تأكيد.. وجاء خالد بدوي.. ولم يكن على المستوى الذي انتظره الرئيس والذي انتظرناه فتم تغييره بالفعل..
وجاء هشام توفيق وبدأت تصريحات قلنا إنها ضد توجه الرئيس فانتقدناه بمقال قارننا بينه وبين الشرقاوي.. حتى عاد توفيق فيما بعد ضابطا تصريحاته وانطلق في الطريق الصحيح مشيدا بدور القطاع العام، نافيا بيع عدد من الشركات المهمة، مؤكدا أهميتها مثل الحديد والصلب!
واقرأ أيضا: موقعة "صدى البلد"!
لكن في هذه الاثناء فوجئت باتصال من الزميل العزيز عبد الحليم سالم المحرر الاقتصادي البارز لليوم السابع ورئيس قسم الاقتصاد بها، يبلغني أن الوزير أشرف الشرقاوي يريد التحدث معنا شاكرا ما نقوله في حقه.. خصوصا اننا لم نلتقه مرة واحدة.. ولا يربطنا به أي صلة إلا مصلحة شعبنا!
مرت الأيام ولم يتصل الوزير.. وفي الساعات الأولى جاء خبر رحيله يقول إنه بعد صراع مع المرض!! ولو كنا نعرف ذلك لحدثناه وزرناه في مشفاه! رحم الله الدكتور أشرف الشرقاوي وأسكنه فسيح جناته، وكل من يقدم لهذا البلد الآمن بالعهد الإلهي ما يرفع شأنه ويحفظ ممتلكات شعبه!