رئيس التحرير
عصام كامل

الصحة العالمية: شركات التبغ تتلاعب بدول شرق المتوسط

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية - صورة أرشيفية

أظهر المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب الذي أجرته منظمة الصحة العالمية في دول شرق المتوسط، أن مستويات التعرُّض للإعلان عن التبغ عبر اللوحات الإعلانية وفي الصحف والمجلات في الإقليم هي مستوياتٌ مرتفعة، أي أن الإعلان والترويج عن هذا المنتج نشطٌ ومستمر، على الرغم من أنه محظورٌ تمامًا طبقًا لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي وقَّعت عليها معظم بلدان العالم.

وأكد بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي للإمتناع عن التدخين الموافق 31 مايو، أنه يمكن للاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ أن تكبح هذا الوباء، مشيرًا إلى أن المادة 13 من الاتفاقية تركز على الحظر الشامل على كافة أنشطة الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وهذا هو موضوع اليوم العالمي لمكافحة التبغ لهذا العام، الذي يقام تحت شعار: "إنهم يتلاعبون بك: لنعمل معًا لمنع الإعلان عن منتجات التبغ والترويج لها ورعايتها".
وتُلزم الاتفاقية الدول الأطراف الذين وقَّعوا عليها بتبنِّي الحظر الشامل للإعلان عن التبغ، وباتِّخاذ تدابير متزايدة مناهضة لاستهلاكه وتسويقه وتعرُّض غير المدخنين له، إضافةً إلى تدابير أخرى كثيرة، لكن تحايل دوائر صناعة التبغ على مواد هذه الاتفاقية يهدِّد تنفيذها، ويعرقل الجهود الرامية لحماية جموع الناس من أخطار التبغ الذي يقتل ما يقرب من 6 ملايين إنسان كل عام.
ويزداد تعاطي التبغ ازديادًا سريعًا في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويعود ذلك إلى استهداف تلك الدول من قِبَل شركات صناعة التبغ. وبحلول عام 2030 سيقع 80% من مجمل الوفيات التي تعود إلى التبغ في العالم، في هذه البلدان التي ينتمي إليها إقليم شرق المتوسط.
ووفقًا للمادة رقم 13، فللجمهور الحق في الحماية من تسويق التبغ من خلال التزام الأطراف بتنفيذ تدابير تسمح بفرض حظر شامل على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، غير أن هذا يتطلَّب تطبيق الاتفاقية على النحو الذي صيغت به، والتزام الدول والحكومات التزامًا تامًا بما وقَّعت عليه من مواد تندرج تحتها.
ويؤكِّد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن "الحظر الشامل على الإعلان يحدّ من استهلاك التبغ، ويحمي الأفراد الذين لم يبدءون بعد في تعاطيه، والشباب منهم على وجه الخصوص، كما يساعد من يتعاطون التبغ في الإقلاع عن تعاطيه.
أما الحظر الجزئي فلا يجدي نفعًا، وثبت أن تأثيره على استهلاك التبغ ضئيل، أو أنه لا يؤثِّر أصلًا، إذْ يغلب على شركات التبغ أن تُحوِّل تسويق منتجاتها إلى طرق تتحايل فيها على القوانين، وعلينا - كحكومات وسلطات - أن نتصدَّى بحزم لهذه الأساليب غير القانونية التي تقوِّض جهود مكافحة التبغ".
الجريدة الرسمية