هل إعلان صوم التطوع يعد من باب الرياء؟.. الإفتاء تجيب
يعد صوم التطوع أحد أبرز الطاعات التى يتقرب بها العبد إلي ربه، وذلك لما للصوم من مكانه عظيمة عند المولى -عز وجل- ومن الأسئلة التى تردد في هذا الشأن هو هل يجوز إعلان صوم التطوع حتى يقتدي به الناس أم أن إذلك يعد من باب الرياء.
والرياء هو من الرؤية بمعنة السمعة، ومعناه أن الشخص يقدم على فعل عمل صالح ونيتة ليست خالصة لله -عز وجل-وإنما يرغب فى أن الناس يتحدثون عنه ويقولون فلان فعل كذا وكذا، وهناك العديد من الآيات والأحاديث التى حذرت من الرياء منها قوله تعالى" الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ" و كذلك قوله تعالى " وَاَلَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَاب شَدِيدٌ"، وقوله أيضًا " وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا".
وفي السنة النبوية نجد العديد من الأحاديث التى حذرت من الرياء منها قول النبي-صلى الله عليه وسلم- " إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذَا جَزَى النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ : اذْهَبُوا إلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا اُنْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً" ومنها ما روي عنه أيضًا قوله "إنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ وَأَحَبَّ الْعَبِيدِ إلَى اللَّهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَسْخِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ".
حكم الشرع في حق الزوج في الحصول على مرتب زوجته
وفي سياق متصل أكدت دار الإفتاء أن صوم التطوع يعرفه أهل العلم على أنه التقرب إلي الله تعالى بما ليس بفرض من الصوم، مشيرًة إلي أنه لامانع من إظهار الصوم التطوع حتى يقتدي به الناس، مشددًا على أن ذلك مشروط أيضًا أن يكون ليس يقصد من ذلك الرياء.
واستدلت الدار في حديثها بما روي عن السيدة عائشة أم المؤمنين –رضى الله عنها- قالت دخل على النبي-صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال –هل عندكم شيء- فقلنا لا فقال –صلى الله عليه وسلم" فإني صائم، ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: يارسول الله، أهدي لنا حيس، فقال "أرينيه، فلقد أصبحت صائما" فأكل".
وأوضحت دار الإفتاء أنه يفهم من معنى هذا الحديث على جواز إعلان صوم التطوع ولا شيء فيه مدام ان الإنسان لايقصد بذلك أن يرائ الناس في عملة.