رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري يحذر وزارة الآثار من خطورة رياح الخماسين على المواقع المفتوحة

الباحث الأثري محمد
الباحث الأثري محمد مصطفى

قال الباحث الاثرى محمد مصطفى عباس، انه بمناسبة حلول فصل الشتاء وقرب قدوم رياح الخماسين يجب على وزارة الآثار الاستعداد التام واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذة الازمة وخاصة فى المواقع الأثرية المفتوحة وكذلك المتاحف الأثرية حيث إن اضرارها لا تقل خطورة عن الأمطار والسيول. 

 

وأشار الباحث إلى أن رياح الخَماسين هى رِياح تأتى مُحمَّلةً بكميات كبيرة من الرِّمال والأتربة، وتحدّ من مدى الرّؤية بشكل كبير حتّى إنّها قد تصل إلى درجة الانعدام أحيانًا، إذ تحجُب نور الشّمس ليتحوّل النهار إلى ما يُشبه الليل، ورياح الخَماسين عبارة عن رياح جنوبيّة شرقيّة، وتكون هذه الرّياح عالية السُّرعة؛ فَمن الممكن أن تصل سرعتها إلى أكثر من 120كم/ساعة، وتكون جافّةً كثيرًا، إضافة إلى شدّة لهيبها وحرارتها المرتفعة التى تبلغ 40 درجة.   

تفاصيل سيناريو عرض متحف شرم الشيخ  

وأوضح محمد مصطفى ان رياح الخَماسين سميت بهذا الاسم لأنّها تنشط بعد خمسين يومًا من بدء فصل الرّبيع فى شهر مارس، ولها عدّة أسماء؛ حيث تُعرَف برياح الخَماسين فى مصر , السودان، واسمها فى ليبيا , تونس رياح القبلى، أمّا فى شبة الجزيرة العربية َتُعرَف برياح سموم وهى تعنى شديدة الحرارة. 

وأكد مصطفى أن لرياح الخماسين أضرار بالغة على المواقع الأثرية حيث إنها تحمل أثناء مرورها على سطح الأرض حبيبات الرمال ذات الصلادة العالية كلما زادت شدة هذة الرياح كلما ذادت قدرتها على حمل حبيبات من الرمال الأكثر حجما هذة الرياح تحمل معاها الملوثات الغازية تعد الرياح بصفة عامة من عوامل تلف المنشأت الأثرية مما تحمله من رمال ناعمة وأتربة وملوثات جوية، فهى تعمل على التأكل السطحى للمنشأت الأثرية. 

كما تعتبر الرياح والتيارات الهوائية من أهم عوامل التعرية وهى من الأسباب الرئيسية فى عمليات هدم ونحر كثير من المبانى الطينية، كما تلعب الرياح دورا خطيرا فى خلخلة الاتزان حول الأثر والمتمثل فى اتزان معدلات الرطوبة والحرارة حيث تؤدى إلى حدوث تغير فى معدلات الحرارة والرطوبة ارتفاعا وانخفاضا حيث تبدأ هذه المكونات فى التفاعل مع المتغيرات الجوية القادمة مع الرياح، كما تساعد الرياح فى حدوث عمليات التلف البيولوجى، حيث تتسبب فى نقل بذور النباتات وحبوب اللقاح إلى أسطح المبانى الطينية وداخل المبانى الأثرية، وتؤدى هذه الرياح وخاصة رياح الخماسين إلى إختلاف معدلات الحرارة حول المبانى الأثرى الأمرالذى ينشأ عنه تلف ميكانيكيا. 

وتابع محمد مصطفى: لدرء خطورة تأثير الرياح على المبانى الأثرية لا بد من وضع استرتيجية لمواجهة هذة الازمة وتقليل تأثير الرياح على المبانى الأثرية بشكل فعال ويجب رصد شدة الرياح بصورة يومية وتفسير البيانات للخروج بقرارات محددة حول خطورة الرياح وشدتها على المبانى الأثرية كذلك يجب البدء فورا فى تصنيف المبانى الأثرية من حيث ضعفها والقيام بالتدعيم الإنشائى والمعمارى لهذة المبانى لمقاومة الرياح المحتملة لا بد من التدعيم الجيد لاطراف المبانى ونهايتها لصمودها ضد احمال الرياح مستقبلا، ولابد من إجراءات الصيانة الوقائية للمبانى الأثرية داخل المواقع الأثرية بصورة دورية وتدعيم عناصرها الإنشائية والمعمارية. 

وأضاف محمد مصطفى: لحماية المبنى المتحفى من رياح الخماسين وشدتها وما تحملة من حبيبات رمال صلبة قد تؤدى إلى تلف الحوائط من الخارج، مشيرا إلى أن اتجاهات رياح الخماسين معلومة وهى من الجهة الجنوبية الشرقية ومعلومة الوقت وتستمر من يوم إلى يومين وبناء على هذة المعلومات يمكن عمل مصدات هوائية مؤقتة من الجهة المقابلة لرياح الخماسين من الكربون فيبر كذلك التحكم فى البيئة الداخلية( فتارين العرض) احكام الغلق وضع مصدات هوائية على الأبواب والنوافذ لمنع دخول الأتربة، ويمكن اتباع طرق بسيطة للتحكم فى التأثيرات المتلفة للأتربة أو الغبار والرمال لعل أهمها: 

إحكام غلق نوافذ المتحف وأبوابة تغليف المقتنيات الحساسة للغبار فى بيئة التخزين استخدام المرشحات للحد من غازات التلوث تكيف الهواء داخل البيئة المتحفية من الوسائل المهمة التى تساعد فى التحكم ليس فقط فى دراجات الحرارة ومعدل الرطوبة النسبية بل أيضا فى معدلات التلوث بالملواثات الغازية والأتربة والغبار فى أجواء البيئة المتحفية. 

الجريدة الرسمية