البيت المصرى يتحلل!
بينما اطمأن بوريس جونسون “البرتقالي” على مستقبله رئيسا لحزب المحافظين، وبينما يواصل ترامب سخريته من اتهامات الديمقراطيين لعزله، رغم خطورة التصويت الأسبوع القادم، ورغم بدء معركة تحرير طرابلس الليبية، يبقى هم البيت المصرى هو الأهم، وهو الأدعى للحزن والاستغراب.. وضرورة بحث ما يجرى للبيت المصرى.
في القلب من تعبير البيت المصرى، تقع الأسرة المصرية، الرجل والزوجة والأولاد. طرأت علينا مظاهر مرعبة، مثل التخلى عن الأولاد، بالبيع أو التسليم لأقسام الشرطة تنازلا عن الولاية والرعاية، أو بالذبح والدفن نكاية فى أحد الطرفين. هذه الأعراض ليست هينة ولاهى محدودة، بل هى تنم عن مرض خبيث مستشر متغلغل فينا الآن. نسبة الطلاق مخيفة. كان معدل الطلاق حالة طلاق كل دقيقتين ونصف الدقيقة في يناير من ٢٠١٩، وفق تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء عن مليون حالة طلاق في العام ٢٠١٨، ونحن الآن في نهاية ٢٠١٩ البائسة، وننتظر التقرير الإحصائي العلمى لمعدلات التطليق والخلع…
والحقيقة أن الشباب، من الجنسين، لم يعد يأخذ الحياة الزوجية مأخذ الجد، ولم تعد فكرة البيت هى السحر الذي يجتذب الطرفين، فالزواج ليس فقط غرفة النوم، بل كل غرف البيت وزواياه والضحكات والدموع والعيش والملح والخوف على بعض والفرح لبعض... الصحة والمرض، الشبع والعوز. القلق والطمأنينة.. المشاركة الكاملة في الخلايا البيولوجية وحتى الاجتماعية.
لكن.. اليوم..
بسهولة يقع الطلاق. تطلبه الزوجة ثائرة أو هادئة، ويستجيب فورا. بعدها تبدأ معركة إذلال المطلقة.. وكثيرا ما تتم المساومة قبيل التطليق. أعرف قصة وغد مستذئب جنن زوجته حتى تركت البيت هاربة من سيكوباتيته!
واقرأ أيضا: تبا لكم كم تغيرنا!
كان إذا عاقبها أحرق لها فساتينها أو بلوزاتها أو حطم حذاءها.. ويلقي بها في الحمام ويغلقه عليها حتى الصباح!كان المستذئب الوغد، ذليلا حين طلبها، وكان لا يكف عن ترديد ما قاله الله وما قاله الرسول، وعاملها معاملة الجوارى بل أضل وأسخم. وضع لها كاميرات مراقبة في الأركان من الشقة، وحرض عليها الخادمة السنغالية المسكينة.. فكانت تنقل له ما حدث وما لم يحدث.. لإرضائه وخوفا من بطشه.
هو يعمل فى وظيفة ناقل فى السماااا... ولن أزيد.. لكنى شاهد على هذه المأساة التى انتهت باستيلائه على قائمة منقولات الزوجة وأرغمها بالتجويع وترك ابنتيه عاما وبعض العام بلا مصروفات وخارج المدرسة، على أن تتنازل عن قضاياها في النفقة والمتعة والعفش وكل ما يخصها... ورغم أنه من مجتمع مدينتى إلا أنه ألقى بها في مكان بعيد وعلى عفش بلدى!
لعنة الله عليه!
يبدو أن منهج الاستنطاع، هو السائد. يأخذون بنات الناس. يتوسلون مؤدبين طالبين القرب، فلما يحصلون عليه يعملون بكل حقارة على الإقصاء والابتعاد. إقصاء الأهل والابتعاد بالغنيمة... الجارية! بنات اليوم لا يتحملن بالطبع هذه النفايات البشرية.
واقرأ أيضا: تجديد الروح
من ناحية أخرى فان البنت المصرية ليست بريئة مما يقع.. فالجدال والفجاجة والاستبياع، والحوار بصوت متبجح عال... عوامل استفزاز، أضف إليها النغمة التاريخية المتناقلة عبر الأجيال:
- طب لو انت راجل بصحيح.. طلقنى دلوقتى حالا!
طبعا هو رجل وطبعا يطلقها...
ويحط الخراب على البيت...
بيوتنا كلها متلصمة. على أسس من هواء. راحت المودة، وتراجعت الرحمة، ونسى الطرفان أنهما قد غشي بعضهما بعضا... لحظات الاتحاد والخلق والذوق.
المجتمع المصرى فى حال خطيرة، ولابد من دراسة أسباب التفسخ، لأنه المرحلة السابقة مباشرة على التحلل.. والأخير يصيب الموتى. هل نحن فى الطريق الى الموت الاجتماعى ؟
يبدو ذلك... والعلاج مشتت ما بين المسجد والبيت والإعلام والقانون...
وللأسف كل هذه الأدوية منتهية الصلاحية.. فاسدة!