صحتك بالدنيا
بداية لا أتحدث مطلقا عن أفضلية تدخين السجائر على الشيشة، فكلاهما خراب عاجل للصحة والمال وإهلاك للنفس، وقد تناولت الأمر فى مقالات سابقة، ولكنى كلما قرأت بحثا أو دراسة جديدة تتحدث عن مخاطر هذا القاتل "التدخين" أدعو الله لكل أصدقائي وأحبابي وأقربائي المدخنين، بالتوقف عن هذا البلاء المستعجل بكل أشكاله وأنواعه.
وبحسب علماء فإن أهم أسباب الموت المفاجئ والمبكر في أوساط الشباب والأطفال هي الشيشة، سواء عن طريق التدخين المباشر أو التدخين السلبي، بوجود الطفل في مكان تدخن فيه الشيشة.
ويؤدي تدخين الشيشة إلى استهلاك كمية كبيرة من أول أوكسيد الكربون والنيكوتين، أكبر من تلك الموجودة في السجائر، ما يؤدي إلى زيادة معدلات ضربات القلب وضغط الدم، بالإضافة لتعطيل عمل الرئة وزيادة إحتمالات الإصابة بالالتهاب الرئوي، إضافة إلى أن المدخنين يعانون دائما من انخفاض القدرة على تحمل أي مجهود بدني، كما أن حالات الإغماء والتسمم بأول أكسيد الكربون تعتبر الأكثر انتشار في العالم.
قد يقول البعض بأن «الشيشة أخف من السجائر»، وهذا ما يتردد فى أوساط من يحاولون اقناع أنفسهم، أن أخف الضررين بديلا عن السجائر، هو الشيشة، على اعتبار انها تحتاج ظروفا معينة للتناول من وقت فراغ، ومقهى، عكس السجائر المتاحة فى كل وقت وفى الجيب، ويمكن تناولها فى أى مكان.
أسمعها كثيرا من أصدقاء لى يتعاطون الشيشة، فى شهوة "كيف" بالغة مستمتعين بنكهة "الفحم المحترق" مع أنواع "الفواكه المشتعلة" فى مزيج غريب من المتعة المسرطنة المميتة.
قال لى أحد الأصدقاء وهو طبيب:«الشيشة أكثر خطورة ووعورة لعدة أسباب، فمدخن السجائر يحتاج جهدا بسيطا فى (شدّ) النفس ويكون العبء على الرئة قليلا، أما الشيشة فتحتاج إلى جهد كبير لشدّ النفس، فتنتفخ رئتيه مجندة نفسها لاستيعاب هذا الكم من الدخان، وما أن تتلقى الأنفاس، إلا وتعود إلى طبيعتها فوق طبقة من الأسفلت والبازلت المتحجر تكونت بداخلها، وهكذا».
ويكمل: «اللاى (خرطوم الشيشة)، أيضا مصيبة كبري يا صديقي فهو أكثر الأماكن مرتعا وبيئة خصبة لنمو الأمراض البشعة مثل (السل) أو(الدرن) الذى يدمر الرئتين، ولا فائدة طبعا كما يوهم أصحاب المقاهى من تغيير (المبسم) للوقاية ، فالمبسم قد يقي من (هربس الشفتين)، وهو مرض جلدى يصيب الشفتين ايضا نتيجة تبديل الشيشة بين أكثر من شخص، إلا أنه لا يقي مطلقا من السل!».
ويضيف: «تسبب طريقة تدخين الشيشة بما فى ذلك عمق الاستنشاق وطول دورة التدخين في امتصاص تركيزات أعلى من السموم الموجودة فى الدخان، ما يزيد من خطرها على الجسم، كما يسبب الفحم المستخدم لتسخين المعسل في الشيشة المزيد من المخاطر الصحية، حتى بعد مروره على الماء، إذ يحتوى دخان الشيشة على مستويات عالية من المركبات السامة، بما في ذلك أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة لسرطان الرئة والمثانة، والفم».
أيضا يؤدى تدخين الشيشة المستمر إلى تجلط الدم في الأوعية الدموية والشرايين، ما يسبب الإصابة بأمراض القلب، حتى وإن لم يكن التدخين باستمرار فهو يزيد من نسبة التجلط في الدم وتلف الأوعية الدموية على المدى البعيد.
أكرر،، لا أميز فى الأفضلية بين السجائر أو الشيشة فكلتاهما (زفت وقطران) وإهلاك للصحة وضرر بالغ وخبث شديد.
وقد دشنت مشيخة الأزهر، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة الأخطاء الشرعية الموجودة في المجتمع، وحسنا فعلت تلك الحملة بإعطاء الاولوية لمحاربة آفة التدخين، مؤكدة أنه محرم شرعًا، وذلك من وجوه عدة فالإسلام حرم كل ضارٍّ بصحة الإنسان، كونه معصية لله وللرسول، ويعرض به الإنسان نفسه إلى التهلكة، كما أن صحةَ الإنسان نعمة تستوجب شكر الله – عز وجل – ومن شكر هذه النعمة المحافظة عليها، وتسخيرها في نفع النفس والناس.
ربما كانت كلماتى تقليدية، والدعوة غير جديدة، والكلام نمطى، ولكن ربما يعمل أحدنا عقله ويستوعب المخاطر من أجل صحته، ومن أجل أولاده، وربما قد تسخر من الأمر قائلا: «مش مهم كبر دماغك».
ولكن تذكر، أنت مهم لأولادك وأسرتك، فلا ترهقهم خلفك فى السعي بين الأطباء والمستشفيات لعلاجك، أو تتركهم يتسولون لقمة عيشهم بعد وفاتك، بعد أن قضي عليك مزاجك!،، الخلاصة: «من أجل صحتك وأولادك ونقودك بطل تدخين».