إنتاج بلاستيك مضاد للبكتيريا يستخدم في منتجات الطب والغذاء
ركزت الدراسات الحديثة على تصميم نوع جديد من المنتجات البلاستيكية المضادة للبكتيريا عن طريق تحضير مركبات البولي فينيل كلورايد المضادة للبكتيريا، وامتدادا للأبحاث الدولية؛ قام الدكتور سمير جاب الله مع فريق بحثي بقسم الكيمياء الضوئية بالمركز القومي للبحوث بإجراء العديد من الأبحاث التي تهدف إلى تحسين الخواص المضادة للبكتيريا لمادة البولي فينيل كلورايد من خلال دمجه كيميائيا بمركبات عضوية مضادة للبكتيريا مثل الثيازولات.
وعلى محور آخر فقد تم دمج البولي فينيل كلوريد مع الشيتوزان، وكما هو معروف فإن الأخير لديه سلامة عالية، سمية منخفضة، توافق حيوي جيد، وقابلية للتحلل الحيوي ولديه خصائص كيميائية مستقرة ولذلك فإن لديه مجموعة واسعة من التطبيقات في مجالات الطب والغذاء والكيماويات وغيرها من المجالات، وهو يستخدم على نطاق واسع في الطب كمضمادات الجروح على سبيل المثال.
وشهد منتصف القرن العشرين ثورة صناعية حقيقية لم يعرفها الإنسان من قبل، ومن ضمن الصناعات التي شهدت تطورا هائلا هي صناعة بعض المركبات والمواد التي كان من أهمها على الإطلاق إنتاج البلاستيك، الذي تم استخدامه في كافة نواحي الحياة العملية نظراً للميزات العديدة التي يتمتع بها، ومن أهمها سهولة تشكيله وتصنيعه بالإضافة إلى انخفاض التكلفة وعدم النفاذية للماء، مما أدى إلى تحسين حياة الناس اليومية والحياتية.
وتضاعف الإنتاج العالمي من هذه المواد الهامة بشكل كبير جدا، مما حدا بالباحثين إلى إطلاق اسم عصر البلاستيك على النصف الأخير من القرن الماضي، حيث يتم استخدام المواد البلاستيكية في العديد من المنتجات أدناها محافظ الورق وأعلاها أجزاء من المركبات الفضائية.
وتفوقت المواد البلاستيكية على المواد التقليدية، مثل الخشب والحجر وقرون وعظام وجلود الحيوان والمعادن والزجاج والسيراميك، في تصنيع بعض المنتجات التي كانت سابقا تصنع من المواد الطبيعية، كما أن المواد البلاستيكية تشمل العديد من المراكبات الكيميائية العضوية المعروفة باسم بوليمرات.
"القومي للبحوث" يبتكر طريقة جديدة لتحضير أدوية ارتفاع ضغط الدم
وتأتي مادة بولي فينيل كلوريد في المركز الثالث من حيث الأوسع انتشارا بين مجموعة من البوليمرات الصناعية، حيث إن للبولي فينيل كلوريد العديد من الاستخدامات في المجال الطبي أيضًا، مثل القسطرة وغيرها من الأجهزة الطبية الأخرى، لكن تكمن المشكلة الكبيرة في تراكم الكائنات الحية الدقيقة المرتبطة بأسطح المنتجات البلاستيكية لتكون في النهاية غشاء حيوي والذي يشكل مخاطر صحية للمرضى.