خالد بدير يوضح علامات معرفة العبد الصالح
قال الدكتور خالد بدير، من علماء وزارة الأوقتف أن كثير منا يريد أن يعرف ميته من أهل الجنة أو من أهل النار، ومعلوم أن ذلك من الغيب لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى ؛ ولكن تضافرت أحاديث كثيرة في السنة النبوية تضع علاماتٍ لمعرفة ذلك منها:
الأول: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ!!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ”
وأشار إلي أن شهادة الأمة في الدنيا سبب في وجوب دخول الصالح الجنة والطالح النار.
وأضاف أن الثاني: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ بِالنَّبَاوَةِ ، أَوِ الْبَنَاوَةِ ، قَالَ : وَالنَّبَاوَةُ مِنَ الطَّائِفِ ، قَالَ " : يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالُوا : بِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ ، وَالثَّنَاءِ السَّيِّءِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " .
وأشار بدير، أن هذه رسالة لكل فرد من أفراد المجتمع أن يحسن خلقه ومعاملته مع أهله وجيرانه وأحبابه وأصدقائه وبني جنسه ليشهدوا له بصلاحه وتقواه في وقت هو أحوج إلى جنة ومغفرة مولاه، ليعلم كل منا أن ذلك بالعمل وليس بالوصية، فلا تنفعك وصيتك للناس ليشهدوا لك بصلاحك عند وفاتك، كشهادة اثنين من الموظفين لك بحسن سيرك وسلوكك لتتسلم عملك، ولكن ما جنيته طوال عمرك من أخلاق ومعاملة ستحصده عند وفاتك، وهذا يحتاج إلى وقت طويل ليترك أثراً أطول، مضيفا قال حكيم: السيرة الحسنة كشجرة الزيتون لا تنمو سريعاً ولكنها تعيش طويلاً ، لأنك تموت بجسدك وروحك وتظل ذكراك باقية، وأثرك يدرُّ لك حسنات.