رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا ليست العدو


العدو الأمريكي لا يجبرك على استخدام منتجاته، لا يضغط عليك لتقبل مساعداته! إذن هو ليس عدوا.. هو مجرد قوة عالمية شقت طريقها للسيطرة على العالم بمنتجاتها وسياساتها وقوتها العسكرية والاقتصادية، وجدت أن صالحها في السيطرة على العرب بالتحديد الشرق الأوسط، بداية من استخدامهم لمحاربة السوفيت بحجة الجهاد، وأجبرت السعودية ودول الخليج على تمويل الجهاديين في أفغانستان والشيشان والبوسنة وكوسوفو ".

وعندما انفرط العقد وانتهت الحروب وتبقى الجهاديون وتبقى السلاح بيديهم وخرجت لهم مصادر تمويل جديدة، اتجه الجهاد من وجهة نظرهم على الأم الكبرى في العالم "أمريكا الكافرة".. وبداية بأحداث 11 سبتمبر، اتجهت أمريكا لتفعيل قواعدها العسكرية في الدول العربية، التي خرجت منها جماعات التكفير لأمريكا! قواعد في السعودية! معقل الوهابية ومنبت بن لادن، قواعد في قطر تلك الزائدة الدوية وقواعد في الخليج العربي ككل، كل تلك القواعد استخدمت في ضرب العراق! 

وصلت أمريكا لما هي عليه نتيجة لضعف العرب، ليس مالا ولا بشرا، بل حكاما وقادة واتساع حب الكرسي وتوريث العرش عن حب الوطن والعرب لبعضهم البعض، أمريكا ليست كافرة ولم تكن قط كافرة.. إنها تلك الدولة الأولى بالعالم التي تحترم وتؤمن بكلمة قانون! 

قانون حافظ للأقليات، يقتص من كل مخالفيه، مواطن أو حاكم أو مسئول أو عسكري.. دولة مؤمنة بالعدل والحرية، أرست قواعد الديمقراطية والشفافية والجدارة منذ 200 عام، فاستحقت أن تصل لما هي عليه الآن "سيدة العالم ".. تلك السيدة قد تخالف كل مفاهيم العدل والحرية والديمقراطية خارج حدودها، ولعل ذلك قد يكون السبيل لفنائها .. ولكن العامل الأول والأخير المسئول عن بقائها بقوتها وهيكلها هي تلك الشعرة المتمثلة في احترامها للعدل والحرية والديمقراطية داخل حدودها .


وما كان من العرب في ظل ضعف الحكام وتفضيلهم للكرسي عن سيادة وطنهم إلا السكون والطاعة .. واستغل معارضوهم ذلك الوضع واتهموهم أنهم عملاء أمريكا في الشرق الأوسط وخادمو الصهيونية العالمية ضد بني بلدتهم!

حتى يصل نفس المعارضين للحكم وإذا بهم أول المسارعين لخدمة الشيطان الأكبر كما كانوا يصفونه ويهرولون لتقديم فروض الطاعة والخنوع، ويقدمون تنازلات ضخمة في مدد قليلة جدا بالمقارنة بما قدم لعشرات السنين من سابقيهم ويتجلى ذلك جدا في "الإخوان المسلمين" بمصر .
المشكلة في عدم وصول شخصية وطنية للكرسي. 
ibra_reda Twitter

الجريدة الرسمية