جمهورهم وجمهورنا.. كأس الخليج نموذجا!
على ملعب إستاد الجنوب في العاصمة القطرية الدوحة أقيمت مساء الخميس الماضي مباراة دور قبل النهائي لبطولة كأس الخليج رقم 24 بين قطر والسعودية.. شاهدها من داخل الملعب أكثر من 40 ألف متفرج أغلبهم موطنو البلد المستضيف للبطولة.. ورغم خسارة المنتخب القطري للمباراة إلا أن الروح الرياضية داخل وخارج الملعب كانت هي السمة السائدة على المباراة.. هذه الروح أكدت بما لا يدع مجالا للشك قناعاتي التي لن أحيد عنها بأن الرياضة هي وسيلة لتقريب الشعوب وليس العكس. وفي هذا الديربي الخليجي ووسط الظروف السياسية المحيطة تذكرت جمهورنا في (مصر وشمال أفريقيا) بالمقارنة بجمهورهم ( قطر ودول الخليج)، وتجددت عندي كل معاني التأييد على أن "الرياضة أخلاق قبل أن تكون بطولات".. فالتشجيع والحماس لمنتخب بلدك مطلوب بل وضروري في أي مباراة، ولكن يبقى في النهاية ضرورة التذكير بأن كرة القدم ما هي إلا فوز وخسارة وتعادل، وهي أيضا لعبة للمتعة والمنافسة الشريفة، بل وأصبحت بكل تأكيد تؤثر اقتصاديا أو اجتماعيا أو حتى سياسيًا ولكن بشكل إيجابي وليس سلبيا. وهنا أؤكد بأن حالة الانفلات والتعصب الجماهيري التي نشاهدها باستمرار في مصر ودول شمال أفريقيا والتي ربما تكون نادرة أو لا وجود لها في دول منطقة الخليج تساهم في وقوع الحوادث باستمرار، وأعتقد أن حادثتي بورسعيد وإستاد الدفاع الجوي لجماهير الأهلي والزمالك خير دليل على ذلك. ولك أن تتخيل بأن منتخب قطر بطل آسيا يلعب وسط 40 ألفا من مناصرية وأمام السعودية في بطولة لها أهمية خاصة جدا في منطقة الخليج، ووسط كل الظروف التي تحيط بالعلاقات بين الدولتين ولم يحدث أي خروج عن النص سواء قبل أو أثناء أو بعد المباراة، وهو ما انعكس إيجابيا على اللاعبين في الملعب، حيث تعامل الجميع مع نتيجة المباراة بكل روح رياضية.. وقامت بتحية جميع عناصر الفريق عقب المباراة رغم الخسارة.. قدم لاعبو منتخب قطر التهنئة للمنتخب السعودي وتصافح الجميع بكل ود.. وعاد اللاعبون والجماهير من الملعب دون حدوث مشكلة واحدة.. ها هي كرة القدم وها هم الجماهير يشجعون ويستمتعون ولا يسيئون.. وها نحن بجماهيرنا نعاني من التعصب الأعمى ونخشى من الحضور الجماهيري للملاعب. وللحديث بقية طالما في العمر بقية..