رئيس التحرير
عصام كامل

الشياطين تعظ فى الأخلاق


لا أعرف من أين يأتى الإخوان بهذه البجاحة ليعظوا غيرهم عن الأخلاق، ولا أعرف كيف يطالبون المصريين بها، وهم ينتهكونها ليل نهار، بل ويبررون لأنفسهم عبر فتاوى أنه مسموح لهم أن يفعلوا أى شىء، بما فيه التحريض على القتل، ورعاية القتلة، فالغاية تبرر الوسيلة.


فمنذ عدة أيام قال الدكتور محمد بديع رئيس التنظيم السرى لجماعة الإخوان طبقاً لما نشرته جريدة المصرى اليوم، إن "بناء الأخلاق مقدماً على بناء الاقتصاد والعمل المستمر والتواصل". ومن قبله وطبقاً أيضاً لما نشره الزملاء فى جريدة المصرى اليوم اعتلى خيرت الشاطر نائب رئيس التنظيم السرى للإخوان منبر الوعظ والإرشاد لقطاع من المصريين وهم الشباب، داعيا الفتيات بمساعدتهم فى غض النظر.

ليست لدى مشكلة فى أن يعظ من يشاء من يشاء، ولكن مشكلتى مع الذين يقولون غير ما يفعلون وسوف أعطى للقارئ الكريم أمثلة سريعة:
• خيرت الشاطر عضو فى الهيئة الشرعية التى حرمت تهنئة المسيحيين بالعام الميلادى الجديد. فى حين أنه هنأهم باللغة الإنجليزية على موقع الإخوان.
• خيرت الشاطر كان أحد الذين هللوا لمشروع النهضة، وهو ذاته الذى قال بعد أن استولوا على الموقع الرئاسى "أصل الإعلام فهم غلط". وهو الذى قال بعد ذلك بعد أن فضحه الناس "أصل النهضة عايزة شعب".
• بديع هو الذى قال إن مبارك، وهذا منشور، أبونا كلنا ونرحب بالتعاون مع الحزب الوطنى. ثم انقلب عليه بعد أن أطاح به الثوار.
• قيادات الإخوان الذين ثاروا وهاجوا ضد حكومة الدكتور الجنزورى الفاشلة، هم أنفسهم الذين أشادوا به وعينوه مستشاراً للرئيس.
• كانوا يقولون إن القروض ربا، ولكنهم حللوا لأنفسهم القروض الآن، وعلى رأسها قرض البنك الدولى.
• تعهد مرسى بالكثير أثناء الحملة الانتخابية وقال عكسها بعد أن جلس على الكرسى، وهاجم التنظيم السرى الذى ينتمى إليه العسكر، ثم كرمهم بأرفع الأوسمة.
• مدحوا الثوار أثناء الثورة وبعدها بقليل، وعندما وصلوا البرلمان هاجموهم، ودافعوا عن الذين يقتلونهم ( وزير الداخلية منصور العيسوى) وأعضاء المجلس العسكرى.
• قالوا إنهم مع التظاهر السلمى، وأرسلوا ميليشياتهم لقتل المحتجين أمام قصر الاتحادية.

فكيف يتحدث عن الأخلاق من هو عدو الأخلاق والإنسانية؟!



الجريدة الرسمية