رئيس التحرير
عصام كامل

قصة فراق الفاجومي والشيخ إمام.. وعلاقتهما بياسر عرفات (فيديو)

فيتو

لا يذكر اسم الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم في إحدى المجالس، إلا ويقترن به اسم الملحن والمغني الشيخ إمام "رفيق دربه"، الذي لحن له أكثر من 30 قصيدة مختلفة.


وعلى الرغم من الصداقة التي امتدت لسنوات طويلة بين نجم وإمام، إلا أنها انتهت نهاية "باردة" بخلافات غير مبررة.

كانت أولى الصدامات بين نجم وإمام عام ١٩٧٣، بحسب ما رواه الشاعر زين العابدين فؤاد في إحدى تصريحاته، فبعد نصر أكتوبر كتب نجم في تمجيد الجندى المصرى المنتصر أغنية «دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين»، ولحنها الشيخ إمام وفى ليلة كانوا معزومين على سهرة في بيت المخرج على بدرخان وزوجته سعاد حسنى، وغنوا الأغنية وأعجبت بها سعاد حسنى وطلبت من نجم أن تغنيها واستأذنته أن تعطى الكلمات لكمال الطويل ليعيد تلحينها، وفوجئ الشيخ إمام بالأغنية في الراديو بلحن كمال الطويل، وعرف بالاتفاق الذي جرى من ورائه بين نجم وسعاد، وأحس بإهانة شديدة وبنذالة غير مبررة من صاحبه ورفيقه الذي لم يدافع عنه، وغضب بشدة خاصة أن لحن الطويل كان قريبًا ومتأثرًا بلحن الشيخ.

أما الخلاف الأكبر حدث خلال الرحلة الشهيرة التي غنيا فيها في فرنسا ومنها إلى الجزائر، عندما بدأ المال والشهرة في مطاردتهما، حيث تعاقدا في الجزائر على إحياء ٣٠ حفلة يطوفان فيها بكل ولايات ومدن الجزائر، وكان الإعلام الجزائرى يفرد الصفحات والحلقات للاحتفاء بهما، لكن فجأة اختفى نجم واتضح لهم أنه تزوج من أشهر ممثلات المسرح الجزائرى وأقام معها ورفض أن يصحبهم في الحفل، فكان الشيخ إمام يظهر بمفرده بصحبة عازف الإيقاع محمد على.

وتصاعد الخلاف عندما اعترض نجم على تقسيم المكاسب المالية، وكانوا قد اتفقوا أن تتوزع بنسب ثابتة: ٤٠٪ لنجم ومثلها لإمام والباقى لمحمد على، فجأة رأى نجم أن محمد على لا يفعل شيئا يستحق عليه نسبة الـ٢٠٪، كما أنه أساس التجربة وسبب نجاحها ولا يمكن أن يتساوى مع أحد.

ويسرد زين العابدين محاولات للصلح ولم الشمل، حيث نجح في ترتيب موعد بين الطرفين، والتقى كلا من زين العابدين وزوجته بالشيخ أمام واصطحباه للموعد المحدد، وجلسوا جميعا في انتظار نجم الذي مرت أكثر من ثلاثة ساعات دون وصوله في الموعد، فشعر الشيخ إمام بالإهانة، وطلب من زين إعادته إلى حوش قدم.

وأثناء سير زين العابدين والشيخ أمام لمقر إقامة الشيخ، فوجئ بنجم يجلس على القهوة منهمكا في لعب الكوتشينة وببساطة شديدة رمى "التماسي" عليهم.. الأمر الذي زاد من غضب الشيخ إمام، ووقف زين العابدين يعاتب نجم، فأخبره نجم أن زوجته في حالة وضع ولا بد أن يكون بجوارها في المستشفى، وبالفعل ذهبا الإثنين إلى المستشفى، ووضعت زوجة نجم، ابنتهم «زينب» في هذا اليوم.

وظل التوتر قائما في العلاقة بين نجم وإمام حتى رحيل الشيخ، تقابلا في أكثر من مناسبة وتبادلا سلاما باردا.. حتى رحيل الشيخ إمام عن العالم.

ومن ناحية أخرى، يقول أحمد فؤاد نجم في إحدى لقاءاته الإعلامية أن سبب الخلاف الرئيسي بينه وبين الشيخ إمام هو الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات - أبو عمار"، رافضًا توضيح كواليس الخلاف والأسباب التي تربط تلك الشخصية بصداقتهم، ولكنه أكد أن الشيخ إمام في سنواته الأخيرة كان قد بلغ به العمر إلى حد الاعتكاف ومحاولة الانزواء عن العالم، خاصة أن شخصية الكفيف في العموم هي شخصية تفتقد للثقة، مؤكدًا أن الشيخ إمام كان صوته وأغنيته، وكان هو بمثابة عينه وبصيرته.
الجريدة الرسمية