اقبضوا على مسئول كاميرات برج القاهرة!
مراقبة الأماكن المهمة عمل أمني بالأساس، يدرك صاحبه أو ينبغي أن يدرك أنه يقوم بعمل حساس ومهم، يحتاج إلى سمات خاصة، منها الفطنة والذكاء وتوفر الحس الأمني، كما أنها تحتاج أيضا إلى السرية والكتمان وإنكار الذات وعدم حب الظهور والتباهي.. خلاف ذلك ستكون أسرار الأماكن المهمة محل تداول الجميع، وتكون مؤسسات مهمة عارية أسرارها خارجها.
الآن انتقلنا لما هو أسوأ.. أصبحنا في مرحلة تسريب "العهدة" وليس فقط الثرثرة بالكلام! يكون أحدهم مؤتمنا على مراقبة وتسجيل أماكن مهمة كالسكك الحديدية أو المتحف المصري أو قلعة صلاح الدين أو مركز المؤتمرات إلا أنه بلا أي مسئولية، يسرب إلى صفحته الشخصية على فيس بوك أو إلى إحدى الصحف أو أحد المواقع أو إلى إحدى الصفحات الشهيرة مليونية المتابعين، فيديو لحادث مهم يقوم بتصويره أثناء عمله!
دون اعتبار ذلك إخلالا بواجبات الوظيفة أو باعتباره عملا يؤكد "تبديد" صاحبه للأمانة التي استؤمن عليها، ولا اعتباره تسريبا لأسرار أو معلومات ستكون محل تحقيق الجهات المختصة، ولا يحق ولا يصح وليس من المفيد أن تقع في يد أي جهة قبل مسئولي التحقيقات!
هذه الظاهرة.. السلبية بطبيعة الحال تحتاج إلى وقفة.. ويحتاج أصحابها إلى أن توجه إليهم التهم السابقة ومعها تهم أخرى منها بث الفزع في المجتمع وترهيبه والحض على العنف، والدعوة لإتيان سلوكيات تخالف القيم ومنها الانتحار.. ومنها إظهار المصريين بمظاهر سلبية غير حقيقية، فلا يصح الحكم على شعبنا في لحظات الذهول والصدمة الأولى باعتبارها حالة طبيعية عند عموم الشعب المصري!
اقبضوا على مسئول كاميرات برج القاهرة.. أن لم يسرب هو لقطات الانتحار لكان مسئولا عن تسريبها بأي طريقة باعتبارها عهدته وأمانته.. عاقبوا واحدا من هؤلاء فقط.. واسجنوه.. سينضبط الحال في مصر كلها!