موسكو 2020
أول شىء يلفت انتباه الزائر لموسكو هو أنها تتزين الآن استعدادا للعام الجديد الذي يحل بعد بضعة أسابيع.. وربما يرى البعض أن هذا شىء عادى ومألوف في مثل هدا الوقت من كل عام مع اقتراب العام الجديد، غير أنه يمكن أن نرصد اختلافا هذا العام مع استقبال العام الجديد (2020)..
حيث يتطلع الروس بأمل أكبر أن يكون عامهم الجديد أفضل من سابقه.. ويستندون في أملهم هذا إلى أن عامهم الحالى (2019) الذي يستعدون لتوديعه كان أفضل من سابقه عام 2018، الذي كان عاما صعبا لهم بسبب مضى أمريكا قدما في فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، وتمسك أوروبا تحت الصغط الأمريكى بعقوباتها الاقتصادية أيضا لروسيا، واتجاه أسعار الغاز خلاله للانخفاض ومحاولات حصار صادرات الأسلحة الروسية للخارج..
أما في العام الحالى فإن السياسات التي انتهجتها حكومة "بوتين" في الانفتاح على دول فيما بينها عداء، مثلما هو حادث مع مصر وتركيا، والسعودية وإيران، قد وفرت للاقتصاد الروسى موارد إضافية عوضته بعض آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية.. وعزز ذلك ارتفاعا في أسعار الغاز بالمقارنة بعام 2018، وهو ما أسفر في نهاية المطاف عن بعض الارتفاع في معدل النمو الإقتصادى، والسيطرة على معدل التضخم.
ولعل ذلك كان سببا في منح حكومة الرئيس الروسى قدرة أكبر في الإمساك بخيوط العملية السياسية في مواجهة معارضة كان قد ارتفع صوتها أكثر وزاد نشاطها في العام الصعب (2018).. وهو ما يُبين أن الأوضاع الاقتصادية في أي بلد مازالت تلعب الدور الأساسى في تحقيق استقراره السياسي.
غير أنه لا يمكن غض البصر عن أن النجاح الذي يحققه الرئيس الروسى في الساحة الخارجية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مع انتهاج واشنطن سياسات معادية لروسيا تعزز بدورها من حفاظ الرئيس الروسى على مكانته بين مواطنيه.. لذلك علينا أن نتوقع أن يمضى الرئيس الروسى "بوتين" في تعزيز الدور الروسى في منطقتنا.. وهنا يمكن فهم التحذيرات الأمريكية الأخيرة لروسيا بخصوص دورها في ليبيا، حتى لا يتكرر ما حدث بالنسبة للدور الروسى في سوريا الذي صار هو الدور الأساسى والحاكم فيها الآن.