صلاح قبضايا يكتب: معارك صحفية ضارية
في جريدة الوفد عام 2009 كتب الكاتب الصحفى صلاح قبضايا مقالا قال فيه:
أتابع من خارج دائرة المسئولية المعارك الصحفية التي تخوضها جريدة الأحرار بقيادة رئيس التحرير الصديق العزيز عصام كامل وتصديها المستمر للفساد والانحراف في مختلف المواقع دون خوف أو تردد.
وهذا ما اعتاده القراء من الأحرار على مدى ثلث قرن من الزمان منذ صدور عددها الأول في نوفمبر 1977 عن حزب الأحرار الذي كان يقود المعارضة البرلمانية في مجلس الشعب بزعامة رائد المعارضة مصطفى كامل مراد.
وقد سجلنا في كتاب صدر في نوفمبر عام 1978 قصة ظهور أول صحيفة معارضة في مصر هي "الأحرار".
استجابت دار أخبار اليوم إلى اقتراح بعض الزملاء وطلبة الصحافة في كلية الإعلام وفى بعض أقسام الصحافة بالكليات الأخرى بإعادة طبع الكتاب الذي يروى قصة عودة التعددية الحزبية وظهور المعارضة في مصر ومعها أول صحيفة معارضة وهى جريدة الأحرار التي فتحت الباب أمام الصحف الحزبية الأخرى ولتظل الأحرار هي رائدة الصحافة المتحررة من كل القيود.
وعلى ضوء هذا الاقتراح قرر قطاع الثقافة بدار أخبار اليوم إعادة إصدار هذا الكتاب الذي يحمل عنوانا مثيرا (صحفى ضد الحكومة) والذي عكف على وضعه كاتب هذه السطور بعد أن رأت حكومة حزب مصر فيه عدوا لها لا يستحق المهادنة.
والحقيقة التي غفلت عنها حكومة حزب مصر أن المعارضة ليست أبدا عدوا لها.. بل هي صديق يحرص على إنارة الأضواء أمام سيارة الإدارة الحكومية حتى لا تقع في مطبات مدمرة، وهذا ما التزمت به الأحرار باعتبارها رائدة الصحافة المعارضة.
وخاضت "الأحرار" في سبيل ذلك ولا تزال معارك ضارية مع من لا يزال يعتبر صحف المعارضة عدوا شرسا وأن القائمين عليها لا يستحقون غير الدفع بهم إلى محاكم الجنايات.
ومن العجيب أن كثيرا من المعارك التي خاضتها الأحرار لا تزال هي نفس المعارك التي تخوضها الآن، وأن الكثير من القضايا التي تعرضت لها منذ أكثر من ثلاثين عاما لا تزال مطروحة على الساحة.
وهذا ما يجعل من (صحفى ضد الحكومة) كتابا جديدا يتعرض لكثير مما يجب أن نتعرض له الآن مع اختلاف واحد هو أن النسخة من طبعته الأولى كانت تباع بعشرين قرشا، وأن طبعته الجديدة تباع بعشرين جنيها.