رئيس التحرير
عصام كامل

موسكو وإن طال الزمن!


بعد غياب طال إلى أحد عشر عاما أعود اليوم إلى موسكو مجددا التي سبق لى أن زرتها كثيرا، سواء بمفردى أو برفقة زوجتى رحمها الله التي درست فيها وابنى، وكانت آخر زياراتي لها عام ٢٠٠٨ ضمن الوفد الإعلامي المرافق للرئيس الأسبق "مبارك" ضمن جولة على الطائرة الرئاسية، شملت وقتها روسيا والصين وكازخستان..


بينما كانت أحلى زياراتي لموسكو تلك الزيارة التي شاركت فيها عام ١٩٨٤ بمهرجان الشباب العالمى، الذي استضافته العاصمة السوفيتية، لأن موسكو وقتها بدت في اجمل واحلى صورة.

وهذه المرة أعود إلى موسكو للمشاركة في اجتماع اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، التي أسستها منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية، ممثلا عن اللجنة المصرية للتضامن.. هذا ليس هو الاجتماع الأول لهذه اللجنة، فقد سبقه ثلاثة اجتماعات لها في الرباط والقاهرة، لكنه يأتى في وقت عصيب للفلسطينيين..

بعد أن تخلت أمريكا عن دورها كراع للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، بعد انحيازها السافر للإسرائيليين، عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفاراتها إليها، وأغلقت مقر منظمة التحرير الفلسطينية في نيويورك، وأوقفت معونتها لمنظمة الأنروا التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين، وأخيرا عندما أعلنت تأييدها لبناء المستوطنات الإسرائيلية في أراضى الضفة الغربية، وبذلك لم تعد وسيطا صالحا في عملية السلام، بينما يمكن أن تلعب روسيا هذا الدور بالمشاركة مع أوروبا..

ولعل هذا ما سوف يطلبه من روسيا المشاركون في اجتماعات اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، خاصة وأن موسكو سوف تشهد احتفالا روسيا خاصا بيوم فلسطين، سوف يحضره وزير الخارجية الروسى.

لقد جرت في كل الأنهار الكثير من المياه وتغيرت الكثير من الأحوال منذ زيارتى الأخيرة لموسكو، ولم يقتصر التغيير على حال موسكو وحدها، وإنما شهدت منطقتنا دورا روسيا موسعا ومتزايدا بدأ بسوريا ولن ينتهى بليبيا، في ظل سياسات خارجية أمريكية انكماشية في عهد "ترامب"..

والقضية الفلسطينية تحتاج لحشد كل جهود الأصدقاء من أجل إنقاذها وحماية الشعب الفلسطيني، لكن يبقى أنه يتعين على الفلسطينيين أولا دعم أنفسهم بإنهاء انقساماتهم فورا.
الجريدة الرسمية