رئيس التحرير
عصام كامل

القمر المصري وأمنياتنا!


أخيرا بعد مرتين تأجيل تم إطلاق القمر الصناعى المصرى طيبة ١ بنجاح، والذي يعد أول قمر مصرى مخصص للاتصالات.. وأنا لا ألوم من انبروا للقول بعد إطلاق القمر الصناعى المصرى أنهم كانوا يتمنون أن يكون هذا القمر تم تصنيعه بأيادٍ مصرية، وتم إطلاقه من قاعدة مصرية، فهدا ما أتمناه أيضا وبالقطع يتمناه كل مصرى غيور على وطنه..


ولكنى فقط أريد أن يعلم هؤلاء وغيرهم أن لدينا برنامجا قديما للفضاء يقترب عمره الآن من ربع القرن، وهذا البرنامج بدأ تحت رعاية الدكتور "مفيد شهاب" عندما كان وزيرا للتعليم العالى والبحث العلمى، وهو يضم علماء أجلاء وشبابا واعدا من المهندسين المصريين..

وعندما تم إطلاق أول قمر صناعى مصرى عام ٢٠٠٧ كان هؤلاء يطمحون في تأسيس وكالة فضاء مصرية ترعى وتشرف على برنامج الفضاء المصرى.. وقد تدخلت شخصيا في هذا الأمر، وطلبت ذلك من الرئيس الأسبق "مبارك" يوم إطلاق القمر الصناعى المصرى الأول، ونحن في طريق العودة من باريس للقاهرة على متن الطائرة الرئاسية..

ودار نقاش تفصيلى حول ذلك مع الرئيس الأسبق انتهى بأن طلب منى مذكرة بهذا الموضوع، وهو ما فعلته وقتها، ومعه قمت باستضافة رئيس "هيئة الاستشعار عن بعد" التي كانت تشرف على برنامج الفضاء المصرى، ورئيس مجلس الفضاء ومدير البرنامج في مجلة المصور، لمناقشة تأسيس الوكالة معهم ونشرت ما قالوه.

لكن تنفيذ الفكرة تعثر لعدم حماس الدكتور "هانى هلال" وزير التعليم العالى وقتها للبرنامج، وهو ما أصاب علماء البرنامج وشبابه بالإحباط، وأدى إلى ترك نحو نصفهم العمل فيه، بعد أن استعانت دول عربية وغير عربية بخبراتهم.

وعندما تولى المستشار "عدلي منصور" رئاسة الجمهورية بعد الثالث من يوليو عام ٢٠١٣ استعان بشاب مصرى يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ليحى برنامج الفضاء المصرى، ويؤسس وكالة الفضاء المصرية وعينه مستشارا علميا له، لكنه لم يفعل ما كان مرجوا ومطلوبا منه، ربما لوجود اهتمامات أخرى له تتجاوز النطاق العلمى.

وبجهد خاص للسفيرة "فايزة أبو النجا" مستشارة الرئيس السيسي للأمن القومى تم إنشاء وكالة الفضاء المصرية، التي كانت حلما لعلماء وشباب برنامج الفضاء المصرى. وتم تعيين رئيس تنفيذى لها، وفى غضون وقت قصير نجحت الوكالة في إطلاق أول قمر صناعى مصرى صغير بتصميم مصرى كامل، وبمشاركة مصرية في تصنيعه، وتخطط لإطلاق قمر آخر بتصنيع وتصميم مصرى كامل.

وهذه الوكالة تحتاج لكل الدعم الرسمى وغير الرسمى، على غرار ما يحظى به البرنامج النووى، ودعم استقلالها الكامل لتستطيع أن تطور برنامج الفضاء المصرى، لكى نحظى في نهاية المطاف بأقمار صناعية مصرية بتصميم وتصنيع مصرى ويتم إطلاقها بسواعد مصرية ومن منصات مصرية كذلك.
الجريدة الرسمية