شوقي غريب.. زعيم الحزب الأكبر
ربما كانت بالنسبة للفرق الأفريقية المشاركة مجرد دورة في كرة القدم، سيتأهل من خلالها ثلاثة فرق للمشاركة في مونديال اليابان، غير أنها وبقرار من "شوقي غريب" أصبحت غير ذلك.. فزحف جماهير الكرة بهذا الشكل المدهش إلى ملاعب المباريات جعلها ليست مجرد مسابقة في كرة القدم، لقد تحولت إلى تحدٍّ يتعدى حدود البساط الأخضر إلى مناطق أكثر تأثيرا وعمقا وأثرا.
جاء "شوقى غريب" من المساحة المهملة بل من المساحة المطاردة، وبنقد أشبه بالهجوم الضارى على الطرف الآخر شهدت الساحة الرياضية على مدار شهور مضت معارك تافهة وسطحية وهامشية بين أطراف لا علاقة لهم بالرياضة وأخلاقها، وفي زاوية ثالثة كان منتخب الكبار يزرع الإحباط واليأس في نفوس الناس، بما قدم من نتائج هزيلة، ولعب بالناس ولم يلعب لهم.. كل المقدمات تؤدى إلى نتائج مخزية.. من هنا جاء "شوقى" ليعتلى المنصة.
وسط هذا الركام، ومن قلب الضباب، وعلى أطراف العتمة يأتى رجل مصرى ومعه فريق من المقاتلين، ليقرروا تغيير المشهد برمته، شباب غض لم يتلوث بعد، آمنوا أنهم قادرون على إسعاد الجماهير، قدموا أنفسهم للناس، وفي المقابل كان رد الناس قويا.. امتلأت المدرجات على بكرة أبيها فالعامة والخاصة يقدرون العطاء، ويواجهونه بعطاء أكرم وأكبر، كان الحضور الجماهيري عربون محبة لـ"شوقي" ورفاقه.
صرخات الجماهير مع كل هجمة دليل محبة وقربان عشق، وعلى الخط يقف "شوقى غريب" صامدا غير صامت، يتحرك وحراكه أكثر حيوية من لاعبيه الشبان الأقوياء، يصرخ فيهم أليس فيكم بطل مقدام، يرد على الناس حقوقهم، وتأتيه الصيحة في عبارات كروية، وجمل احترافية لتسجل هدفا يضاف إلى حزب "شوقى غريب" في رصيد القادم من الصفوف الخلفية ليعتلي حزب الابتسامة وتنظيم السعادة.
نجح "شوقي" في تحريك الناس، مئات الآلاف من الشباب والفتيات والأطفال، وأسر بكاملها آمنت به وبفريقه، فعزف الجميع سيمفونية خالدة تسربت منها الضحكة على الوجوه، وتضامن معه كل المختلفين في كل الملفات، وأصبح "شوقى غريب" زعيم أكبر تنظيم للسعادة والفرحة، لأنه أيقن أن هذا الشعب بحاجة إلى نصر يفخر به، ويزرع به أملا في أيام قادمة نتمناها خيرا وحبا وعرقا وانتصارا.