البدري وشوقي.. وجهان متناقضان
لماذا خذلت الجماهير الكابتن "حسام البدرى"، ورفضت حضور مباراة المنتخب مع كينيا، رغم النداءات الرسمية التي أتاحت الحضور، ووفرت أتوبيسات مجانية لنقلهم إلى استاد برج العرب؟! ولماذا وصلت أعداد مشجعى المنتخب الأوليمبي إلى أرقام لم تحدث من قبل؟! وهل لـ "شوقى غريب" مكانة في وجدان جماهير الكرة، بينما لا يحظى "البدرى" بمثل تلك المكانة؟! والسؤال الأهم: هل ينجح "البدرى" في مصالحة هذه الجماهير أم ندخل في حسبة برما مرة أخرى؟!
أظن أن جيل الشباب في المنتخب الأوليمبي، وتاريخ "شوقى غريب" وقدراته على صنع حالة من الحماس، مع إمكانياته الفنية التي جعلته واحدا من صناع السعادة في عالم كرة القدم، كل هذه كانت أسباب الحضور الجماهيري المدهش في مباريات المنتخب الأوليمبي، وعكس هذه الأسباب يقف وراء عزوف الناس عن منتخب "حسام البدرى".. بصراحة ودون لف ولا دوران؛ "البدرى" لم يقدم ما يمكن أن يغري الناس تاريخيا بمتابعته.
لا أحد يحدثني عن تحقيقه بطولات مع النادي الأهلي، فالحقيقة التاريخية تؤكد أن كل من مرَّ على النادي الأهلي مدربا، فاز ببطولة على الأقل، الأهلي فقد مذاقه في تاريخ "البدرى"، كما فقد عددا من لاعبيه، لأسباب تخص "البدري" نفسه، "البدري" لديه مشكلة في القراءة.. نعم لا يجيد قراءة الملعب، كما أنه ليس خلَّاقا.. مدرب تقليدى لا يعرف المغامرات المحسوبة، ولا يملك الإمكانيات الفنية التي تؤهله لصنع فريق هو أصلا قائم وموجود.
لا تحدثونا عن الفترة البسيطة التي لم تمهله لتقديم أفضل ما لديه؛ ففي عصر الاحتراف يأتى المدرب لا ليصنع لاعبا، وإنما ليستفز فيه أفضل ملكاته، ويضعها في مكانها الصحيح، وهو ما لم يفعله "البدرى" طوال تاريخه، حيث اعتمد على شراء كل نجوم مصر لا ليلعب بهم، ولكن ليحرم خصومه منهم، ومع ذلك كان الأهلي في عهده هو الأسوأ.. أقول ذلك، وكل أمنياتى أن ينجح "البدرى" في الوصول إلى الهدف المنشود، خاصة أننا ضمن مجموعة متواضعة المستوى.
ما قدمه "شوقى غريب" أدهش الناس، وسابق أعماله يوحي بأن الرجل لديه ما يقدمه، فهو يعرف موقعه جيدا، ويحدد إمكانيات لاعبيه، إضافة إلى حيويته وديناميكيته وذكائه وقدرته على شحن لاعبيه إيجابيا، والاستفادة من قدراتهم، وترشيد جهودهم إذا لزم الأمر، مع إمكانية نفسية لها فعل السحر على لاعبيه، وعلى معسكره كله.