رئيس التحرير
عصام كامل

بين التهاون والتشدد.. خالد الجندي بعد فتوى البيرة: "أنا مش داعشي"

 الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أثار تصريح الشيخ خالد الجندي مؤخرًا عن حكم شرب البيرة حالة من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبين المهتمين بالشأن الديني.

وقال خالد الجندي: "اللي يقول إن البيرة مش خمرة كافر، واللي يقول إن الخمرة حلال كافر"، متابعا: "من يحلل من نفسه ويحرم من نفسه فهو كافر، وكلمة كفر لا تترتب عليها أحكام، ونحن لا نحل ما حرم الله ولا نحرم ما حلله الله".

حكم البيرة
التصريح فتح مجددًا حول تضارب الآراء الفقهية حول حكم شرب البيرة وهل يتم اعتبارها تندرج تحت باب المسكرات أم لا، وهو أحد أبواب الجدل التي شهدت تعارض آراء العلماء حول حكمها، ومن التصريحات التي أثارت جدلا كبيرًا في هذا الشأن هو تصريح قديم للدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر حيث قال "تناول قليل من البيرة المصنوعة من الشعير، والخمر المصنوع من التمر والنبيذ من غير العنب، الذي لا يسكر حلال، ما دام لا يسبب حالة من السكر، وذهاب أو غياب العقل، أما الكثير الذي يسكر فحرام" وأثار هذا التصريح حينها حالة من البلبة والجدل الكبير حيث رأى الكثير أن الهلالى يشجع بتلك الفتوى على شرب الخمر ويحلل ما يحرمه الله.

وسارع بعض علماء الأزهر حينها للرد عليه ومنهم الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والذي قال بأن الخمر حرام بإجماع الفقهاء عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام"، مشيرا إلى أن كل ماء اسكر وأذهب العقل حرام حرام، حتى وإن كان قليلة غير مسكر فحرام أيضا.

فتوى غير رسمى
تصريح الجندى فتح الباب مجددًا حول الفتاوى التي تخرج من الجهات غير الرسمية والتي منوط بها إصدار الفتاوى، وهو أزمة عانى منها المجتمع المصري مؤخًرًا، وهو ما دعا اللجنة الدينية بالبرلمان لتقديم قانون إلى مجلس النواب خاص بتنظيم الفتوى، وطبقًا للقانون الجديد فإن عملية الفتوى ستم قصرها على الجهات الرسمية المتمثلة في الأزهر الشريف ودار الإفتاء ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف.

لكن الخلاف بين المؤسسات الدينية نفسها ورغبة الأزهر في نزع حق الفتوى من الأوقاف وقصره على لجنة الفتوى بالأزهر فقط ودار الإفتاء كان أحد أبرز العوامل التي تعطل خروج القانون إلى النور حتى الآن، وسبق صدور القانون محاولة إخرى لضبط عملية الفتوى وهو ماعرف إعلاميا بـ"قوائم الـ50" وهى القائمة التي أعلن الأزهر في وقت سابق بالاشتراك مع دار الإفتاء شملت على اسم 50 عالمًا من الأزهر والإفتاء ممن لهم الحق في إصدار الفتاوى عبر القنوات الفضائية، لكن غياب عملية التنظيم للقائمة الـ50 جعلت جورها غير مفعل وفتحت الباب لغير المتخصصين بإصدار الفتاوى.

تحول الموقف
وبحسب مراقبين فإن البعض فسر تصريح الجندى مؤخرًا عن الخمر بأنه تحول في موقف الشيخ، خاصة وأن له العديد من الفتاوى التي كان ينظر إليها البعض أنها من باب التهاون، وأن عملية التحول عززتها صدور العديد من الآراء الفقهية له مؤخرًا، وصفها البعض بالصادمة، وهو مابدا على وجه محاورته في اللقاء الذي ظهر به وهى الإعلامية إيمان الحصري حين ردت عليه بأن تعبير "كافر" صادم ليرد الجندى قائلا: "إنتى ليه شايفاني داعشي ومن تنظيم القاعدة" مؤكدًا أنه لايحل شيئًا حرمه الله أو يحرم شيئًا أحله الله وأن كلمة كافر تعنى ينكر ما قاله الآخر".
الجريدة الرسمية