اعدموهم !
ما الذي يدفع شخصين إلى الإمساك بشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني من تلك المعاناة التي تجعله غير مسئول عن تصرفاته ثم يقومان بتعذيبه وضربه وإهانته، وتصوير ذلك أو الموافقة على تصويره ثم نشره أو الموافقة على نشره؟!
هل الشاب أهانهما؟ غير مسئول عن تصرفاته.. هل اختطف منهما شيئا؟ غير مسئول عن تصرفاته.. هل شتمهما أو أحدهما؟ غير مسئول عن تصرفاته.. وهكذا يمكننا ذكر كل الاحتمالات الممكنة ليكون الرد واحدا والإجابة واحدة "غير مسئول عن تصرفاته"، لا شرعا ولا قانونا ولا أخلاقيا ولا اجتماعيا ولا أي نوع من المسئولية.
ولذلك نعود للسؤال: ما الذي يدفع شخصين كما ظهرا في الفيديو الشهير المتداول الآن لهذا التصرف؟ وما هي الشطارة أو الرجولة أو التفوق في تعذيب وإهانة شاب ضعيف لا يدري شيئا لا حول له ولا قوة غير قادر على الدفاع عن نفسه؟! هل هي عقد نفسية تخرج عند الضرورة؟ هل هي الوقاحة وسوء الخلق وسوء التربية؟ هل هي البيئة المنحطة والنشأة غير السوية والمعاناة العائلية؟
الأسئلة كثيرة أصبحنا نطرحها كثيرا مع زيادة القسوة في مجتمعنا بلغت حدا، وكما قلنا في مقالين الأسبوع الفائت وحده -التعليق على ضحية القطار "بأنه كلب وغار"! ومن يقول ذلك يعتقد أنه يدافع عن أموال الدولة!! ولا نعرف كيف يظن عديم القلب والأخلاق أنه يمكن أن يقنعنا أنه حريص على أموال الوطن وهو أصلا غير حريص على أرواح البني آدمين!!
على كل حال.. صور القسوة ليست في التعليقات.. بل أهونها وأتفهها التعليقات.. الأنباء كل حين عن أم تقتل أطفالها وأب يعذب طفله حتى الموت وزوجة أب تقتل ابنا أو ابنة زوجها وأبناء يذبحون آباءهم وأصدقاء يقتلون أصدقاءهم ومن أجل توافه الأسباب كالحصول على محمول الصديق مثلا!!
متي نجد جهة واحدة تتصدى للبحث والدراسة؟ وإلى حين ذلك.. اعدموهم.. كل قساة القلوب الخارجين عن كل قيمة وعن كل فضيلة وعن كل فطرة سليمة!
ملحوظة: بعض ذوي العقليات الخاصة سيتركون كل شيء ويمسكون في العنوان والمطالبة بالإعدام.. وحتى نغلق باب الصداع نقول إنه تعبير مجازي يشير إلى استحقاقهم لأشد العقوبات الممكنة وأولها التجريس!