هيدرولوجية النيل الأبيض والمخزون الميت.. أهم النقاط لحل مسألة سد النهضة
بدأت مفاوضات سد النهضة، تتخذ منحًى إيجابيا يدلل على انفراجة قريبة في الأفق بعد عقد الاجتماع الأول من المفاوضات عقب الوساطة الأمريكية التي أنتجت استئناف للمفاوضات من جانب مصر وإثيوبيا والسودان؛ للتوصل إلى حلول مرضية لكافة الأطراف بحلول يوم 15 يناير 2020.
وقال المهندس محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري: إن المقترح المصري، الذي تم عرضه في جولة المفاوضات الأخيرة بأديس أبابا، تضمن انت ترتبط قواعد ملء خزان سد النهضة بهيدرولوجية النيل الأزرق؛ لمراعاة فترات الجفاف، وهو مرتبط بحالة الفيضان وإيراد النهر.
وأضاف السباعي لـ«فيتو»، أن الجولات المقبلة من مفاوضات سد النهضة ستشهد وضوحا أكثر لرؤية الدول الثلاث، في سبيل الوصول إلى حل توافقي يحافظ على مصالح مصر وإثيوبيا والسودان على حد سواء.
ومن جانبه أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والمياه الجوفية بكلية الدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، أن إثيوبيا يجب أن تراعي مصالح مصر في استقرار منسوب الاحتياطي الاستراتيجي للمياه في بحيرة ناصر عند الحدود الآمنة، ولا تقدم على عملية الملء في فترة قصيرة بما يسبب ضرر لنا.
وأكد أن عملية التنبؤ بإيراد النهر غير ممكنة، ويمكن فقط التنبأ بحالة الأمطار قبلها بأيام، وهذا يتطلب تعاونا كبيرا وعملا مشتركا يجب أن يكون في إطار تنسيقي بين مصر وإثيوبيا؛ لتحديد كميات المياه المحتجزة خلف سد النهضة وفقا لحالة الأمطار.
ولفت عباس شراقي إلى أن أهم نقاط التفاوض بين مصر وإثيوبيا يجب أن تتعلق بمخزون الـ 24 مليار متر مكعب التي تسمى بالمخزون الميت أسفل التوربينات، أي الذي لن يمر من البحيرة عبر فتحات السد، ولا يمكن السماح لإثيوبيا أن تحجز هذا المخزون خلال فترة وجيزة بين عام وعامين لتأثير ذلك على منسوب بحيرة ناصر؛ لأن إيراد النيل الأزرق المقام عليه سد النهضة يبلغ 50 مليار متر مكعب، ومن الممكن أن ينخفض في بعض السنوات، وبالتالي فإن عدد سنوات الملء لهذا المخزون أمر هام يجب التوافق عليه بما يحقق مصالح الدول الثلاث.