مكاسب فوز المنتخب على جنوب أفريقيا.. التأهل للأولمبياد.. تحقيق أرقام قياسية.. الثأر من الأولاد.. غريب يستعيد بريقه ببورصة المدربين.. رمضان ومصطفى على موعد مع التاريخ.. والمنتخب الأول أكثر الرابحين
حصد المنتخب الأوليمبي مكاسب بالجملة، عقب فوزه الكبير على نظيره الجنوب أفريقي (3 – 0)، في نصف نهائي النسخة الثالثة لكأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة، في المواجهة التي شهدها ملعب القاهرة الدولي، وأدارها الدولي السنغالي داودا جويي.
التأهل لطوكيو وحلم الميدالية
أبرز مكاسب المنتخب كانت التأهل لنهائيات مسابقة كرة القدم في دورة طوكيو 2020 للمرة الثانية عشرة في تاريخ البلاد بعد الغياب عن المشاركة في دورة ريو دي جانيرو 2016.
شوقي غريب، المدير الفني للمنتخب، أعلن قبل انطلاق البطولة عن أمله في إحراز أول ميدالية لمصر بالدورات الأوليمبية في عاصمة "بلاد الساموراي" التي شهدت أفضل إنجاز مصر في عندما أحرز جيل 1964 المركز الرابع بعد 36 عامًا من تأهل منتخب مصر للمربع الذهبي في ظهوره الأوليمبي الثالث في دورة أمستردام 1929 بقيادة الأسطورة محمود مختار "التتش".
مصر أكثر دول أفريقيا مشاركة في "العرس الأوليمبي" تسعى إلى الانضمام لثلاث دول من "قارة المواهب" سبق لها الفوز بميداليات أوليمبية، وهي غانا صاحبة برونزية برشلونة 1992، والكاميرون التي أحرزت ذهبية سيدني 2000، بالإضافة إلى نيجيريا التي توجت بالمعادن الثلاثة بفوزها بذهبية أتلانتا 1996 وفضية بكين 2008 وبرونزية ريو دي جانيرو 2016.
أرقام قياسية بالجملة
بات منتخب مصر أول فريق في تاريخ البطولة يتمكن من تحقيق 4 انتصارات متتالية في طريقه للمباراة النهائية بحصده العلامة الكاملة في مرحلة المجموعات بالفوز على مالي وغانا والكاميرون، ثم تفوقه في نصف النهائي على جنوب أفريقيا التي تلقت أول خسارة لها في البطولة أمام مصر، كما اهتزت شباكها للمرة الأولى بعد صمود دام 270 دقيقة في الدور الأول، و58 دقيقة في نصف النهائي، حتى سجل رمضان صبحي الهدف الأول (ق 59) من علامة الجزاء، وأضاف عبد الرحمن مجدي الهدفين، الثاني والثالث، في الدقيقتين (84 و89).
وبرصيد 9 أهداف، أصبح منتخب مصر أكثر منتخب في تاريخ البطولة يسجل هذا العدد من الأهداف في الدور الأول ونصف النهائي، في انتظار تعزيز الرقم القياسي في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار.
خطوة واحدة على التتويج
بات المنتخب الأوليمبي على بعد خطوة واحدة من التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن سبق له إحراز المركز الثالث في النسخة الأولى 2011 بالمغرب على حساب السنغال، ثم خرج من الدور الأول في ظهوره الثاني بالسنغال عام 2015.
وحال تمكن رفاق الحارس محمد صبحي من الفوز بالكأس، ستعود المنتخبات المصرية لمنصات التتويج القارية بعد غياب دام أكثر من 6 سنوات عندما تمكن منتخب الشباب من الفوز بكأس الأمم الأفريقية تحت 20 عامًا في 2013 بالجزائر، بعد الفوز على غانا بفارق ركلات الترجيح.
تأكيد التفوق ورد الاعتبار
الفوز الكبير أكد به المنتخب الأوليمبي علو كعبه على نظيره الجنوب أفريقي بعدما حقق فوزه الثاني أمامه رسميًّا بعد التفوق (2 – 0) بمرحلة المجموعات في بطولة 2011 ثم خرج بتعادل بهدف لمثله وفوز (1 – 0) في آخر مواجهتين وديتين بينهما في أكتوبر الماضي.
هذا الانتصار أنهى تفوق الكرة في جنوب أفريقيا على نظيرتها المصرية في السنوات الـ 8 السابقة، وأخرها خروج المنتخب الأول أمام "بافانا – بافانا" في ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية بالخسارة (0 – 1) في يوليو الماضي على ملعب القاهرة أيضًا.
كانت جنوب أفريقيا قد بدأت تفوقها على نظيرتها المصرية في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012 عندما ساهم "الأولاد" في الإطاحة بـ "منتخب الساجدين" وحرمه من التأهل بتفوقه عليه (1 – 0) على أرضه، ثم فرض التعادل السلبي في لقاء القاهرة.
على مستوى المنتخبات أيضًا خرج منتخب مصر للناشئين من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2015 بالنيجر بعد خسارته (1 – 2) في اللقاء الأول ثم تعادله في اللقاء الثاني على أرضه (2 – 2).
التفوق تواصل أيضًا على مستوى الأندية، حيث عانى الثنائي الكبير الأهلي والزمالك أمام أندية جنوب أفريقيا، حيث ودّع "الأحمر" كأس الكونفدرالية 2015 من نصف النهائي أمام أورلاندو بيراتس، ثم ودع منافسات دوري الأبطال 2019 أمام ماميلودي صن دوانز بتكبده أكبر خسارة في تاريخه الأفريقية بخماسية نظيفة في لقاء الذهاب.
"الأبيض" أيضًا أخفق في استعادة لقب دوري الأبطال بعد غياب 14 عامًا عندما خسر النهائي أمام صن داونز نفسه بالهزيمة (0 – 3) ذهابًا ثم الفوز (1 – 0) في برج العرب.
غريب يستعيد بريقه
استعاد شوقي غريب، المدير الفني للمنتخب الأوليمبي، بريقه وتجاوز الإخفاقات التي واجهته مع المنتخب الأوليمبي في تصفيات دورة سيدني 2004، ومع المنتخب الأول في تصفيات أمم أفريقيا 2015، عندما تذيلت مجموعته في المرة الأولى خلف تونس ونيجيريا والسنغال، وثالثًا في المرة الثانية خلف السنغال وتونس بعد أن خسر 10 مباريات من إجمالي 12 في المناسبتين.
التأهل لنهائي البطولة وبلوغ نهائيات دورة طوكيو أعاد بريق المدرب الستيني، الذي سبقت له قيادة منتخب الشباب للفوز بالمركز الثالث والميدالية البرونزية في كأس العالم للشباب 2001 بالأرجنتين، ثم أحرز نفس المركز في الدورة الفرانكفونية بكندا في نفس العام وإحراز بعدها كأس دورة الصداقة في قطر على حساب اليابان.
القائد والهداف
دخل قائد منتخب مصر تاريخ البطولة من الباب الكبير كأول لاعب ينجح في التسجيل في نسختين، بنجاحه في إحراز هدف مصر الثاني أمام غانا في مرحلة المجموعات والهدف الأول أمام جنوب أفريقيا في نصف النهائي بعد أن وقع هدفه الأول في شباك نيجيريا في نفس المرحلة في السنغال قبل 4 سنوات.
وحال استمرار قيادته للمنتخب في طوكيو 2020 سيصبح نجم الأهلي من النجوم القلائل الذين دافعوا عن ألوان العلم المصري في كأس العالم والدورات الأوليمبية بعد أن سبقه نجوم أبرزهم محمود مختار "التتش" ومحمد صلاح.
مصطفى محمد هو الآخر في طريقه لدخول سجلات نجوم الكرة المصرية كأول هداف في بطولة أفريقيا تحت 23 عامًا بعدما سجل 4 أهداف في الدور الأول، وبات على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم النيجيري بيتر إتيبو، هداف النسخة السابقة في السنغال.
المنتخب الأول
لم تقتصر مكاسب الفوز على جنوب أفريقيا على شوقي غريب ورجاله فحسب، بل امتدت إلى منتخب مصر الأول بقيادة حسام البدري، حيث ساهم تألق عدد من لاعبي المنتخب الأوليمبي في توفير حلول بديلة له في بعض المراكز التي عانى من نقص خلالها في لقائي كينيا وجزر القمر، لا سيما مركزي صانع الألعاب ورأس الحربة بتألق الثنائي رمضان صبحي ومصطفى محمد.