المدرب الوطنى.. واللاعب المحلى
خرج القول الفصل من السيد الرئيس في مسألة المدرب الوطنى للفريق القومى لكرة القدم، وهو المطلب الشعبى الذي حالت دون تنفيذه شلة الأنس، التي ضحت بسمعة البلاد في الوقت الذي كانت فيه راية مصر عالية خفاقة، بفضل ما قدمته للعالم من نموذج مشرف لواحدة من أهم البطولات الدولية ترتيبا وتنسيقا وتنظيما، بفضل جهود أبنائها وإرادتهم الصلبة على إنقاذ القارة الأفريقية عندما وجد أصحاب القرار أنفسهم في مأزق.
هذا القول بحاجة إلى تعاون الشرفاء مع مؤسسة الرئاسة، لوضع برنامج زمنى وفني وعملى لإنقاذ كرة القدم مماعلق بها من طفيليات اقتاتت على سمعة البلاد، ولم يهمها وطن ولا تاريخ ولا رصيد لبلادنا، وشغلت نفسها بما يمكن أن تجمعه في بطونها من أموال، لن تكون إلا نارا ستحاسب عليه في يوم من الأيام.. وقبل أن نطالب بدفع فاتورة الفشل، فإننا نرى في وضع البرنامج الذي يحقق الأهداف القومية أولوية أولى.
قضية الاحتراف وملف المحترفين واحد من أهم الأولويات التي يعرف القريب والبعيد أنها "أس الفساد" ومربط الفرس، إضافة إلى الشللية التي تحكمت في مفاصل اللعبة الشعبية فقضت عليها تماما، وجعلت من وطن قوامه مائة مليون مواطن، بلدا مستوردا للاعبين من بلاد قد لا يتجاوز عدد سكانها عدد سكان شبرا.. الإنسان هو الإنسان.. ينجح هنا ويفشل هناك.. لا علاقة للجنسية بالمواهب.. المواهب خلقها الله في عباده جميعا.. فقط البرامج الصارمة والشفافية، ومواجهة الفساد هي العوامل التي تجعل بلدا قويا بلدا ضعيفا.
وميزة كرة القدم أن الجمهور فيها خبير عليم، وأن مشاكلها ليست ألغازا ولا لوغاريتمات، مشكلات كرة القدم تستطيع تشخيصها من على مقهى بلدى في حي شعبى، هؤلاءهم عشاقها وخبراؤها.. تراهم يشجعون فرقا عالمية يحفظون خطط المدربين وطرق أدائهم.. يتحدثون كما يتحدث أكبر الخبراء وأفضل المحللين، وكم طالبت الجماهير بحلول كانت هي الطريق الصحيح، غير أن الشلة كانت هي الأقوى وصاحبة القرار.. تحرير اللعبة من المتكسبين بفشلها أولى خطوات دعم المدرب الوطنى لتحقيق الأهداف المرجوة.