الاسم خبراء!
عندما تم تعويم الجنيه وانفلت سعر الدولار وقتها شكك البعض في ذلك، وادعوا أنه تعويم تحت السيطرة، أي بلغة المصارف تخفيض مدار للجنيه المصرى.. والآن عندما اتجه الجنيه للارتفاع منذ بداية العام، شكك هؤلاء في ذلك أيضا، واعتبروه رفعا ممنهجا ومخططا من قبل البنك المركزى للجنيه المصرى..
ولم ينسوا كما حذروا من قبل من انخفاض قيمة الجنيه أن يحذروا أيضا من ارتفاع قيمته الآن، خشية تآكل احتياطاتنا من النقد الأجنبي، التي تسجل زيادة رغم ارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية.
والغريب أن هؤلاء يتجاهلون عن عمد العوامل الواضحة والظاهرة التي أدت إلى ارتفاع قيمة الجنيه المستمر حتى الآن، والمتمثلة في زيادة مواردنا الأساسية من النقد الأجنبي التي نعتمد عليها..
فقد سجلت موارد السياحة زيادة كبيرة لتصل إلى ١٢ مليار دولار لتقترب من الأرقام التي سجلتها عام ٢٠١٠.. وتتجه إيرادات قناة السويس لتحقيق إيرادات بنحو ٦ مليارات دولار هذا العام، مقابل ٥،٧ في عام ٢٠١٨.. كما تتجه أيضا تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو ٢٦ مليار دولار، بعد أن سجلت في شهرى يوليو وأغسطس رقما قياسيا بلغ ٤،٤ مليار دولار..
وفى ذات الوقت فإن الاستثمارات الأجنبية جاء انخفاضها قليلا، مقارنة بنسبة انخفاضها في دول الاقتصاديات الناشئة.. كما أن البنك المركزى نجح في تخفيض مدفوعات الديون الخارجية لهذا العام، حينما توصل إلى اتفاقات لتمديد ودائع عدد من الدول العربية (السعودية والإمارات والكويت) لديه.
وهكذا.. الأمر واضح والأسباب معروفة لارتفاع الجنيه مجددا، بعد أن تعرض لانخفاض كبير بعد قرار تعويمه، وإذا كان هؤلاء يقدمون أنفسهم باعتبارهم خبراء اقتصاديين يعلمون كل ما خفى عن المواطنين العاديين، فقد كان يتعين عليهم أن يدركوا ذلك ولا يدعون أمرا غير حقيقى.