ارفعوا أيديكم عن «تمرد»!
- تخطئ أحزاب المعارضة في محاولاتها المتكررة للسيطرة على حركة «تمرد»، وفرض الوصاية عليها، بدلا من أن تسعى تلك الأحزاب إلى تحسين صورتها التي اهتزت كثيرا في الشارع المصرى، وتنافس الأحزاب التي تنتمى إلى تيار الإسلام السياسي في العمل وسط الجماهير واكتساب ثقتها.
- ما حدث في محافظة الفيوم هذا الأسبوع من انقسام في الحركة بسبب محاولات نشطاء حزبيين فرض الوصاية عليها، ورفض أعضاء الحملة تلك المحاولات تحت شعار «ارفعوا أيديكم عن تمرد»، جرسُ إنذار لما يمكن أن تؤدى إليه تلك المحاولات من إساءة إلى المعارضة، وتمرد أيضا، فقد استغل أنصار تيار الإسلام السياسي تلك الخلافات في الإساءة إلى الحركة، والمعارضة.
تمرد ترفض تنظيم أي تظاهرات قبل يوم ٣٠ يونيو، وتسعى إلى تحريك الشارع وإعادة الحيوية إليه مرة أخرى، وهو ما لا يرضى نشطاء في أحزاب معارضة، ويسعون إلى تغيير مسارها.
يسعى نشطاء الحركة إلى إعلان استقلالهم عن جميع الأحزاب ويرفضون احتواءها من أي طرف سياسي، ويتعاملون بواقعية مع أحزاب المعارضة، فهم يتمنون تعاون تلك الأحزاب والنقابات، وفتح مقارها للتوقيعات على استمارات سحب الثقة من الرئيس، مع حرص نشطاء الحملة على ألا يتحملوا الأخطاء الجسيمة التي ارتكبت من قيادات المعارضة، وأدت إلى استيلاء الجماعة على الثورة والدولة، بفشلهم في الاتفاق على خوض معركة الرئاسة بمرشح واحد، وسعى كل منهم للحصول على المنصب الرئاسى، دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية العليا، وقد أدى هذا الانقسام إلى فوز مرشح الجماعة وما تحملته مصر من تراجع في مختلف المجالات، حتى اقتربت من مواصفات الدولة الفاشلة.
لا أحد يتوقع أن تسفر «تمرد» عن إجبار الرئيس مرسى على خوض انتخابات رئاسية مبكرة، ولكن من المؤكد أنها ستضع النظام في وضع حرج أمام الرأى العام المحلى والدولى، وأن ملايين المصريين يعتقدون أنه أغضب السلطة، ويطالبونه بالتنحى.
أنا أؤيد المستشار محمد فؤاد جاد الله المستشار القانونى السابق للرئيس مرسى في أن حملة «تمرد» لها قيمة سياسية وأدبية وشعبية، وأنها إذا نجحت في جمع ملايين التوقيعات ومارست ضغوطها على المؤسسة الرئاسية فقد تجبر الرئيس على اللجوء لاستفتاء شعبى على بقائه أو رحيله.
وحتى تنجح «تمرد» في تحقيق أهدافها لابد أن تستمر في ابتعادها عن التيارات السياسية، وعدم الوقوع في شرك المفاضلة بين تلك التيارات، فلا تؤيد البرادعى أو تدين شفيق، وقد أجاب المتحدث باسم الحملة على أثر توقيع أحمد شفيق على بيان الحملة وإعلان دعمه لها.
كانت إجابته الحاسمة تختلف مع شفيق سياسيا، لكن الثورة نادت بالحرية، وهذا يمنحه حق التوقيع على استمارة سحب الثقة، وتوقيعه لا يضعف مصداقية الحملة في الشارع، بل يقدم نموذجا منفتحا لا يسعى للصدام مع أحد، ويعطى رسالة بأن الحملة ملك للجميع.
«نفس الموقف اتخذته الحملة ممن يطلق عليهم «فلول»، رفضوا ما يسمى بكلمة «فلول» وأعلنوا أنه لا يوجد ما يسمى بـ«الفلول» وأن نشطاء الحملة مستعدون للتعاون مع جميع المواطنين والحصول على توقيعاتهم ما داموا لم يتورطوا في قضايا فساد.
أعلنت الحملة أن كل من يرفض النظام معنا، ومن يؤيده ضدنا، كما أنها لن تسمح لأحد بالصعود على أكتاف الشباب الذي فجر الحملة، ثم تبناها الشعب كله، وعلى الجميع أن يرفعوا أيديهم عن «تمرد».
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية..