رئيس التحرير
عصام كامل

"بطانة" الوزير !


"بطانة" الوزير.. هي المجموعة التي تحيط بالوزير وتكون من أصحاب القرار، وذلك لما يملكون من ثقة أو كفاءة.. وهذه المجموعة لها دور أساسي في نجاح أو فشل أي وزير، في ظل البروتوكولات اليومية التي تجعل من الوزير شخصا مشغولا على مدار اليوم في اجتماعات ومناسبات وتحركات هنا وهناك.


و"بطانة الوزير" داخل أي وزارة تكون معلومة بالاسم لكل من يعمل في هذه الوزارة، وأيضا لوسائل الإعلام التي تتابع بشكل يومي أخبار هذه الوزارة.. وهذه "البطانة" تكون سمعتها من سمعة الوزير، ولذلك دائما ما يقال لأي وزير مع بداية مهمته: "حاول تختار مستشاريك صح"..

فكم من وزراء فشلوا في مهمتهم، بل والبعض منهم تورط في قضايا فساد وإفساد بسبب هذه "البطانة".. وكم من وزراء نجحوا في مهمتهم بسبب انتقاءهم لأصحاب الكفاءة قبل الثقة، واختيارهم من يبحثون عن النجاح وليس شيء آخر.

ولمعرفة كيف يعمل الوزير داخل وزارته انظر مباشرة إلى بطانته.. وابحث وتابع وراقب، ووقتها يمكن أن تؤكد إذا كان هذا الوزير سينجح في مهمته أو سيفشل.

فعندما تجد "بطانة الوزير" على سبيل المثال هناك تضخم في رواتبهم الشهرية من خلال التواجد في جميع اللجان وفي جميع المناسبات، وداخل أغلب كشوف المكافآت فاعلم أن هذه "البطانة" تعمل بشكل يتناسب مع طموحاتها، والتي تتمثل في تحقيق أكبر استفادة مادية واجتماعية ممكنة خلال فترة وجود هذا الوزير.. أما إذا وجدتهم يعملون ليل نهار من أجل حل المشكلات التي لا تصل للوزير، ويقدمون الاستشارة التي تصب في مصلحة الوزارة التي يعملون بها، فاعلم أنهم مخلصون ويستحقون أن يكونوا "بطانة" صالحة.

ما جعلني أكتب هذه الكلمات هو ما علمته من تفاصيل دقيقة للغاية وبالأرقام بخصوص بطانة أحد الوزراء ممن –للأسف– يبحثون عن مصالحهم فقط، تاركين الوزير الذي يثق فيهم يسبح ضد التيار في الكثير من الأمور دون تقديم المشورة الصادقة والصحيحة.

وما ينطبق على بطانة الوزير ينطبق على بطانة أي مسئول.. ففي اعتقادي أن هذه المجموعة التي تحيط بأي مسئول هم أخطر على الوزير من أي معارضة لو لم يكونوا مخلصين صادقين، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.

الجريدة الرسمية