مقترح الـ«3 تيارات» يفجر أزمة في الأحزاب.. يتبناه رئيس حزب الوفد.. ويعارضه التجمع والمؤتمر.. اليسار يرفض الدعوة ويطالب بالصبر على الحياة الحزبية حتى تنضج.. و«صميدة»: يحتاج إلى مزيد
أثار مقترح المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد، بوجود ثلاثة أحزاب يمين ويسار ووسط، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة كثيرا من الجدل بين القوى والأحزاب السياسية، وخاصة في ظل أحزاب لا تميل إلى اليمين أو اليسار أو الوسط، فهل تنتهي وتخرج من الدائرة، حيث يرى البعض أننا لسنا في حاجة لهذا الأمر حاليا، ولا بد أن تحصل الحياة الحزبية على النضج أولا، خاصة أن هناك أحزابا لا تميل لهذا ولا ذاك.
مشاورات
وكان رئيس حزب الوفد، أعلن أن الحزب يقود مشاورات ولقاءات مكثفة بين القوى السياسية والحزبية الليبرالية الوطنية خلال الفترة المقبلة، لتحقيق ما نصبو إليه من استقرار سياسي، وتمثيل نيابى على أعلى مستوى ديمقراطى ووطنى، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتى ضمن دعوته إلى حاجة مصر إلى ثلاثة أحزاب تمثل الوسط واليسار والليبرالية، موضحا أن هذا الأمر ضروري لأن عام 2020 سيشهد ثلاث استحقاقات دستورية، تتمثل في انتخابات مجلس النواب والشيوخ والمحليات.
ثبات ديمقراطي
وأضاف «أبو شقة» أن هذه الخطوة تأتى إيمانًا من حزب الوفد بتحقيق هذا الهدف الذي هو مطلب المصريين جميعًا، بأن نكون أمام ثبات ديمقراطى، وهو الأمر الذي يتطلب بالضرورة تفعيل المادة الخامسة من الدستور، التي تنص على أن النظام السياسي يقوم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة، انطلاقًا من مبادئ وثوابت الوفد وخبرة الحزب السياسي التي تمتد لمائة عام، مشيرا أن تحقيق الثبات الديمقراطى يستلزم أن تكون هناك منافسة حزبية، وهو ما يؤمن به الحزب، ويطالب بأن نكون أمام ثلاثة أحزاب قوية على الأقل، لتحدث المنافسة الديمقراطية بينها من أجل مصلحة البلاد.
وأكد أن الأحزاب الثلاثة هي حزب ليبرالى يمثله حزب الوفد الذي يمتد تاريخه إلى مائة عام، وحزب يسارى، وحزب يمثل الوسط، مشيرا أنه انطلاقًا من الإحساس والواجب الوطنى، فإن حزب الوفد يطلق مبادرة بأن نكون أمام ائتلاف للأحزاب الليبرالية لتخوض الانتخابات القادمة، سواء في مجلس النواب، أو مجلس الشيوخ، أو المحليات.
التعددية
وأكد عبد العزيز النحاس نائب رئيس حزب الوفد، أن الدول التي بها تعددية سياسية في العالم بها 3 تيارات، هي التيار الليبرالى واليمين واليسارى، وهى القاعدة السياسية في العالم كله، مشيرا إلى أن التيار اليمينى عادة ما يكون لديه نوع من التطرف في أوروبا وهو تطرف دينى أو سياسي أو تطرف عرقى.
وأضاف النحاس: "التيار اليسارى عادة ما يميل نحو الاشتراكية وفى مصر حزب الوفد معروف عنه أنه يقود التيار الليبرالى، باعتباره من رسخ الليبرالية منذ ثورة 1919، رسخها في مظاهر تحرير المرأة وحصولها على حقوقها السياسية وتحرير الاقتصاد وحقوق العمال وترسيخ مبادئ الديمقراطية، وهناك أيضا تيار يساري ممثل في حزب التجمع فهو يمثل اليسار المصري والأحزاب التي تميل لاتجاهات دينية كانت تشكل اليمين المصرى".
وتابع: "دعوة المستشار بهاء أبو شقة المقصود بها هي أن كل حزب عليه أن يحدد هُويته بدقة، والأحزاب التي تقترب من برامج وهُوية الأحزاب الكبرى عليها أن تتآلف معها ولا يقصد بهذه الدعوة اندماج الأحزاب، حتى يكون المكسب للتيار كاملا وليس لحزب بعينه، وهذا ما يحدث في دول كثيرة ومنها فرنسا، ومن يشعر أنه يقترب من الليبرالى فليتحالف مع حزب الوفد".
رفض التجمع
من جانبه رفض عاطف مغاورى نائب رئيس حزب التجمع اليسارى هذا المقترح، لافتا إلى أنه حتى الآن ما زلنا نطلق على الحياة الحزبية في مصر التجربة الحزبية، ولا بد أن تحصل على حقها من النضج حتى تنجح، مشيرا إلى أن هناك سيولة فكرية ما بين الأحزاب السياسية المصرية، ولا تستطيع التفرقة بين الأحزاب سواء ليبرالى أو يمينى أو يسارى.
وأضاف نائب رئيس حزب التجمع: "في بداية التجربة تصعب التفرقة بين الأحزاب، ومصر تواجه مخاطر الاستعجال في الحياة الحزبية في محاولات دمجها، "ونحن بحاجة إلى حياة حزبية صحيحة"، والدمج تعجل شديد خصوصا أن مصادر تمويل الأحزاب ودعمها ماديا يحتاج إلى دراسة وعمل".
وتابع: "الكثيرون يتعرضون للحياة الحزبية باعتبارها ضعيفة والمريض يحتاج إلى علاج، وليس قتلا وموت، والتيار الواحد في أوروبا به أكثر من اتجاه اليسار على سبيل المثال به أقصى اليسار ووسط اليسار ويمين اليسار كل هذا في تيار واحد".
وأكد الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر، أن فكرة المستشار بهاء أبو شقة بوجود 3 تيارات فكرة جيدة، لافتا إلى أنها تحتاج إلى دراسة أكبر من ذلك، خاصة أن هناك أحزاب يمين وسط ويسار وسط، وحزب المؤتمر ليس من الثلاث اتجاهات يمين أو يسار أو ليبرالي فأين نذهب؟!
وأضاف رئيس المؤتمر: "المبادرة تحتاج إلى تفاصيل أكثر مما قاله المستشار بهاء أبو شقة، حتى يتم احتواء الجميع، والأهم أيضا التفاهمات والنقاش، والتخطيط الصحيح ومن سيحتوى من؟".
تعسف
وقال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الإشتراكى السابق، إن مبادرة رئيس حزب الوفد بأن الاستقرار السياسي يتطلب وجود ٣ أحزاب قوية لتحقيق استقرار سياسي، وتمثيل نيابى على أعلى مستوى ديمقراطى ووطنى، حديث تعسفى، لافتا إلى أن الأحزاب تابعة للبنية السياسية التي تنشأ فيها وهى التي تخلق أحزابا قوية أو ضعيفة".
وأكد أن الاندماج في ثلاثة أحزاب أحدهما يمين والآخر يسار والثالث وسط غير ممكن في الوقت الحالى، وغير منتج لأن كل حزب له أهداف ومصالح، وبالتالى المتاح والممكن الآن هو إقامة تحالفات، ويكون هذا الأمر اختياريا بين الأحزاب ذات التوجهات والبرامج المتشابهة وهذا سيوحد عمل الأحزاب ذات التوجه الواحد وفى نفس الوقت سيقلل عدد الأحزاب على الساحة خاصة وأن أغلبها غير فاعل على الساحة السياسية.