بعد تصريحات مصطفى يونس عن السلبيات.. أزمات قطاعات الناشئين من الألف إلى الياء.. حالات فردية في المنظومة الكروية.. الأندية تبتر الفساد حال وجود وقائع.. ورواتب المدربين تتصدر المشهد
أثارت تصريحات مصطفى يونس نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، الجدل على مواقع السوشيال ميديا، خلال الساعات الماضية، بعد تأكيداته على وجود فساد في قطاعات الناشئين لكرة القدم خاصة الأندية الكبرى، وهو ما تغير عن فترة وجوده كلاعب في صفوف الناشئين.
المجاملات
وأكد مصطفى يونس في تصريحات عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه يعرف مديرين فنيين بأندية كبيرة، رحلوا عن الأندية بسبب المجاملات والعلاقات مع أولياء الأمور، وعلى قيام بعض المدربين والمسئولين بتحصيل أموال من اللاعبين وأولياء أمورهم لقيد اللاعبين فضلا على الدفع بهم في المباريات.غضب الأهلي
وتسببت تصريحات مصطفى يونس والتي اتهم فيها مدربي قطاعات الناشئين في الأهلي بالتجاوز تجاه أولياء أمور اللاعبين، غضب مسئولي وجماهير الأهلي، وطالبت جماهير الفريق الأحمر عبر صفحات السوشيال ميديا، قائد الفريق فترة السبعينيات بالاعتذار عن تصريحاته التي تسيء لأخلاقيات مدربي النادي الأهلي وأعضاء جمعيته العمومية.
رواتب المدربين
وسلط مصطفى يونس، الضوء على رواتب المدربين، في قطاعات الناشئين الكبري، وتساءل هل يعقل أن يكون راتب المدربين في الاندية الكبيرة، ألفين وثلاث آلاف جنيه، وأنه مبلغ لا يكفي لمعيشة المدرب حتى آخر الشهر، فإنها هذا هو الذي يدفعه للتعامل مع أولياء الأمور.
والأمر المثير في هذا الملف أن بعض قطاعات الناشئين في مصر، لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها تجاه رواتب المدربين وصرفها في وقتها بل وتأخرها أكثر من شهرين وثلاثة شهور مما يؤدي إلى اتجاههم للأبواب الخلفية في التعامل مع أولياء الأمور.
التدريب الخصوصي
التدريب الخاص أو ما يطلق عليه "برايفت" أحد الأبواب الخلفية والظواهر السلبية في قطاعات الناشئين، والتي تتمثل في قيام المدرب بإعطاء حصص تدريبية للاعب أو مجموعة لاعبين بشكل خاص بعيدا عن أعين النادي وهو ما ينتج عنه اهتمام خاص للمدرب بهذا اللاعب والدفع به في التشكيل على حساب لاعب موهوب آخر.
ويأتي هذا سواء بضغط المدرب على اللاعب وولي الأمر خاصة في ظل الظروف المعيشية من ناحية، أو من خلال ولي الأمر للتقرب من المدرب ووضع ابنه في التشكيل واستغلال وضع المدرب وقلة الرواتب.
مصطفى يونس: كلامي عن التجاوزات في قطاعات الناشئين لم أقصد بها الأهلي
الهدايا
وتشهد بعض قطاعات الناشئين، سطوة الهدايا من أولياء الأمور على المدربين، من أجل تمييز نجله ووضعه في التشكيل الأساسي أو قيده في قائمة الفريق، أو من خلال تنظيم مأدبة غداء في كبرى المطاعم للجهاز الفني وغيرها من الهدايا الثمينة ابتداء من هواتف محمولة إلى أجهزة لاب توب والأجهزة الكهربائية وغيرها.
حالات فردية
وتعد وجود حالات خارجة عن النص، في بعض قطاعات الناشئين لكرة القدم، هي حالات فردية لأشخاص ضعاف النفوس، وتمثل وباء داخل أروقة المنظومة سواء للمتعاملين مع أولياء الأمور أو الذين يحصلون على هدايا بالأمر المباشر من أولياء الأمور وماركات معينة لملابس وأطقم رياضية بعينها بل وتحديد المحل الذي يقوم بشراء تلك الهدايا لقيد ابنه في القطاع أو الحصول على الاستغناء للانتقال لفريق آخر.
موقف الأندية
وتقوم الأندية وإدارات قطاعات الناشئين، خاصة الأندية الكبرى، ببتر هؤلاء الأعضاء فور وجود وقائع وتحقيقات تجريها الإدارات القانونية مع هؤلاء المدربين وهو ما حدث في أكثر من نادي قام بإقصاء مدربين وأحيانا مسئولين كبار في تلك القطاعات والتعتيم على تلك التحقيقات وأحيانا التسجيلات الهاتفية لحفظ وجه الكيان أمام الرأي العام خاصة مع تعاظم الفساد.
أبرز الوقائع
وقامت إدارة أحد الأندية في موسم سابق، بعد التحقيق في الواقعة، بعزل مدير فني لفريق الناشئين بالنادي بعد ورود شكوى من إحدى أولياء الأمور بمغازلتها واستغلال وجود نجلها في الفريق للتحدث لها عبر الهاتف، ونفس الأمر مع أحد مدربي حراس المرمى في نادي كبير قام بالحصول على هاتف والدة اللاعب دون علم الولد الصغير وقام التحدث مع والدته في أمور غريبة، علاوة على إقصاء أحد المشرفين بناد آخر بعد ورود تسجيلات هاتفية مع إحدى السيدات وغيرها من الظواهر السلبية.
أبناء العاملين
وأصبح وجود لاعبين من أبناء اللاعبين السابقين أو المسئولين في القطاعات والاندية ومراكز الشباب سواء كلاعبين أو إداريين أو مدربين، حديث معظم المنتمين لتلك الكيانات خاصة مع عدم تأهل البعض وليس الكل في التواجد في هذا المنصب أو الفريق بحكم خبراته وغيرها من الأمور إلا أن هناك نماذج للاعبين أبناء نجوم ومشاهير الكرة سيتخطون نجومية آبائهم في السنوات المقبلة.
المسنِّنون والمزورون
وتعد أزمة المسننين والمزورين من أهم المشكلات التي تعصف بالمواهب في مصر والتي تقوم أخذ حقوق غيرها من اللاعبين، وكثيرا ما شهدت السنوات الماضية على مستوى الاندية الكبري وقائع لتلك الظاهرتين وإقصاء فرق من مسابقات بسبب هاتين الأزمتين التي تضر بالكرة المصرية على المستوى البعيد في تكوين المنتخبات أو إفراز لاعبين مميزين للفريق الأول تلك الأندية.
سرطان الكرة
ويعد الاستثمار في الكرة بشراء فرق في قطاعات الناشئين للأندية أو مراكز الشباب خلال المواسم الماضية، بمثابة السرطان الجديد الذي تفشي في المنظومة والذي يضر مسيرة المواهب بعدما أصبح من يملك المال يستطيع قيد ابنه واللعب في صفوف الفريق في بطولات الناشئين وأحيانا في الدرجة الثالثة والقسم الرابع الفريق الأول.