رئيس التحرير
عصام كامل

منتخب مصر.. أم منتخب "حسام البدري"؟!


كنت وما زلت من أكثر المؤيدين لقرار تولي مدرب وطني قيادة المنتخبات المصرية.. وكنت من أكثر المؤيدين لتولي الكابتن "حسام حسن" مهمة تدريب المنتخب الأول خلفا للمكسيكي "أجيري".. وبعد تعيين الكابتن "حسام البدري" أعلنت وطالبت بضرورة دعمه بكل قوة في هذه المهمة، بدءا من اختيار الجهاز المعاون ومرورا بتوفير كل ما يطلبه من معسكرات ومباريات ودية، على أن يكون الحساب في نهاية المهمة، خاصة وأن المطلوب من "حسام البدري" ليس بالسهل ويحتاج إلى التكاتف والدعم من الجميع.


فالعودة من جديدة إلى منصات التتويج في البطولات الأفريقية والذهاب إلى كأس العالم 2022 في قطر لن يتحقق بالكلام والوعود، بل يحتاج من الجميع إنكار الذات والوقوف بجوار الجهاز الفني للمنتخب.

ولذلك أرفض تماما كل ما يحدث خلال الفترة الماضية من تشكيك وإحباط للهمم وهجوم عنيف على الجهاز الفني للمنتخب لمجرد أن المستوى لم يكن جيدا في مباراة ودية، أو بسبب اختيار واستبعاد لاعب من هنا أو هناك.. فهذه الطريقة من المفترض أن تكون عفى عليها الزمن.. ويجب ألا نجعل جهاز المنتخب في ضغوط مستمرة لمجرد أنه جهاز مصري، ربما يتعرض لأمور غريبة ليست لها أي علاقة بأدائه في عمله.

اتركوا جهاز المنتخب بقيادة "حسام البدري" يعمل في جو صحي من أجل مصر.. فهذه التجربة لن تنجح إلا بالجميع حتى لا نعود من جديد لإهدار الملايين في أجهزة فنية أجنبية أثبتت أكثر من مرة فشلها مع المنتخب خلال السنوات الماضية.

وهنا أدعو زملاء المهنة من صحفيين ونقاد رياضيين وإعلاميين بأن يكونوا على قدر المسئولية، وأن يتحلوا بالوطنية المطلوبة من أجل منتخب بلادهم على اعتبار أنهم يقودون الرأي العام.. فيجب أن يترك الجميع ما بداخله من حب أو كره أو تصفية حسابات ومصالح ضيقة لجهاز "حسام البدري"، ويجب على الجميع دعم المنتخب ومساندته بكل قوة خلال الفترة المقبلة على أن يكون الحساب في نهاية المهمة..

فـ"البدرى" في النهاية مدرب للمنتخب الذي يحمل اسم مصر، ويجب منحه كل ما تم منحه للأجهزة الفنية الأجنبية السابقة.. فلا يمكن أن نحاسب جهاز من مباراة أو مباراتين خاصة وهو الآن في مرحلة إعادة ترتيب البيت من الداخل والتعرف على قدرات لاعبيه والخطط التي سيعتمد عليها في الفترة المقبلة.

ارحمونا يرحمكم الله.. فمنتخب مصر يستحق من الجميع الكثير بعيدا عن الأهواء والعواطف والمصالح..
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..
الجريدة الرسمية