رئيس التحرير
عصام كامل

المدرس المعتوه!


لن ننتظر أي تحقيقات في الواقعة حتى نحكم عليها.. أو نقرر رأينا بشأنها.. حيث نقف أمام مدرس اعتدي وحشيا على طفل صغير من ذوي الاحتياجات الخاصة، والصور تقول إن الدماء تغطي وجه التلميذ، وأن الدماء ناتجة عن دفع التلميذ الضعيف بقوة في الحائط أو في سبورة الفصل تحديدا!، وبما يؤدي إلى تبول التلميذ لا إراديا طبعا على نفسه!!


ففي كل الأحوال ليس على تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة أي حرج.. مهما أتي من تصرفات وسلوكيات.. وفي كل الأحوال ليس على طفل في مثل هذه السن أي حرج فيما يأتي من تصرفات أو أفعال.. وفي كل الأحوال ليس من حق مدرس محافظة الغربية بطل واقعة الأمس أن يستخدم العنف، لا بهذه القسوة ولا بأقل منها ولا بأي درجة.. وما جري لا علاقة له بوسائل ولا أشكال التأديب المتاحة، والتي يحددها خبراء الطب النفسي وعلم الاجتماع، ومنها المنع من بعض الامتيازات وتمييز المتفوقين والملتزمين لخلق الحافز عند المقصر، وليس العنف البدني بأي حال فما بالنا بالعدوان الوحشي!

السؤال: هذه الواقعة التي رجت محافظة الغربية أمس رجا لتفتح ملف كبير ومؤلم عن تسلل غير الأسوياء نفسيا ولا فكريا للتعليم في مصر.. فبخلاف المعقدين والمصابين بأمراض نفسية وعقد مزمنة هناك المتطرفون ممن ينشرون سلوكياتهم العنيفة حادة المزاج، والتي قد يكون مدرس الأمس أحد ضحاياها، فضلا عن تزمت لا يعرفه ديننا وتشدد له نتائجه العكسية، أفكار متطرفة هي المقدمة لحمل السلاح عند اشتداد العود في مرحلة الشباب!

واقعة الأمس جرس إنذار ونطالب بالسير في المسارين معا.. الجنائي والإداري.. وحق الطفل البريء مسئولية المجتمع كله وليس تعليم الغربية ولا محافظها ولا حتى وزير التعليم.. ولا ننسي أن ذلك يجري في تحدٍ سافر لإرادة الدولة ورئيسها، بعد الاهتمام المتزايد بذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال وصحة تلاميذنا!

الواقعة قد تكون عند نشر المقال بين يد القضاء، بعد أن صبحت بيد محافظ الغربية، لكننا نأمل أن نجد المجلس القومي للأمومة والطفولة على خط الحادث، وأن يسبق الجميع مرة واحدة في صميم اختصاصه.. سلامة أطفالنا وكرامتهم واعتبارهم!
الجريدة الرسمية