رئيس التحرير
عصام كامل

"نموذجان للكفاءة".. دكتور "زويل"! (1)


نجاح العالم الراحل د.أحمد زويل صاحب نوبل، واللاعب العالمي الفذ محمد صلاح سفير العرب والمسلمين في أوروبا، نموذجان للكفاءة التي شقت طريقها للنجاح في الخارج بعد انسداده أمامهما في الداخل، بفضل البيروقراطية العقيمة وأعداء النجاح والإبداع..


الأول وصل إلى مكانة علمية عالمية مرموقة بوأته لحصد جائزة نوبل بعد عبوره ثلاث محطات؛ أولاها تلقيه تعليمًا معتبرًا بشهادته هو في المدارس الحكومية المصرية التي كانت وقتها تقدم تعليمًا خصبًا وتربية سليمة وسط أجواء صحية يتعامل فيها المتعلمون مع أساتذتهم بأدب وإجلال.. ويحرص الآخرون على معاملة طلابهم بأبوة وتلقينهم العلم بصورة مثالية.. وأسرة تلعب دورًا فعالًا في تنشئة أبنائها وتقويمهم بطريقة سليمة..

أما المحطة الثانية فكانت بلاد الأحلام وأقصد أمريكا، التي وجد فيها عالمنا الفذ ما فجر طاقات إبداعه ووفر له مناخ التفوق والتميز الذان جعلاه واحدًا من أفضل علماء عصره في تخصصه... ومن دون هذا المناخ الحضاري الجاذب والمشجع لم يكن د.زويل ليحقق شيئًا مما وصل إليه من مجد كبير.

هناك تعلم الكثير والكثير في مسيرته العلمية.. تعلم كيف يساعد العلماء بعضهم بعضًا فليس هناك أعداء للنجاح بل على العكس هناك يلقى المبدعون كل تشجيع ورعاية.

أما المحطة الثالثة للدكتور زويل فهي قراره البقاء في أمريكا التي عاش فيها منظومة الإبداع كما ينبغي، وجرى تعيينه أستاذًا في إحدى جامعاتها المرموقة حتى وصل بأبحاثه ودراساته إلى مصاف العالمية على رأس فريق عمل متناغم، ظل ينتج أبحاثه ودراساته ويمد يده لشباب الباحثين النابغين من شتى دول العالم ويشجعهم على الابتكار وخدمة البشرية بنتائج أبحاثهم القيمة.

د.زويل رغم أنه كان يعيش خارج مصر لكنه أبدًا لم ينقطع عنها وكان ولا يزال نقطة مضيئة وطاقة أمل وقدوة لشبابنا وشباب الأمة من طلاب العلم، الذين كان الراحل العظيم يبحث عنهم ويبذل لهم كل ألوان المساعدة، وقد بذل ما يستطيع لخدمة بلده والأمة العربية كلها بتبني ونشر الأفكار المتقدمة، وإنشاء جامعات للعلوم والتكنولوجيا في مصر والدول العربية كافة، لتكون نواة لأبحاث وعلوم المستقبل، وهو ما توج في أرض الكنانة بتأسيس جامعة زويل التي تسعى الدولة لإتمامها على أحدث ما يكون؛ استكمالًا لمشروع زويل الطموح ووفاء لذكراه.

فمن ينسى الأقوال المأثورة عن العالم الجليل الذي كان دائما ما يقول: "أنا مهموم بقضية التعليم في مصر، ولابد أن تكون قضية أمن قومي، فالتعليم مستقبل هذا البلد، فلا يوجد بلد في العالم تقدم دون تعليم جيد وبحث علمي جاد.. انظروا إلى بلاد كثيرة تقدمت بالفعل مثل ماليزيا وكوريا والصين والهند.. وكيف حققت نهضة علمية في عقد أو اثنين"..

عالمنا الجليل رحمه الله أكد أن إصلاح التعليم في مصر لابد أن يتم من خلال عملية متكاملة للمنظومة كلها، ولابد أن يكون هناك قاعدة علمية وأن تكون الجامعات هي أساس البحث العلمي، وعلى العرب أن يفكروا في مستقبلهم ؛ فكل التقديرات تؤكد أن البترول سوف ينضب في غضون 50 عامًا، وإذا لم نستعد للمستقبل بالعلم فقل على العرب السلام.. وسوف نكون شعوبًا من الدرجة الرابعة وليس الثالثة.
ونكمل غدًا..

الجريدة الرسمية