الجنوب والخطر !
هناك أمر يجب التوقف أمامه مليا في بيان القوات المسلحة الذي أصدرته أمس، وهو تدمير نحو ١١٥ عربة دفع رباعي منها ٩ عربات من الاتجاه الشمالى الشرقي، و٥٢ عربة من الاتجاه الإستراتيجي الغربى، و٥٤ عربة من الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي.
وهذا يعنى أن أعداد عربات الدفع الرباعى التي تأتينا عبر حدودنا الشمالية الشرقية انخفضت بنسبة ملحوظة، بينما ظلت تلك العربات التي تأتينا من حدودنا الغربية كبيرة، وهذا أمر مفهوم في ظل نقل أعداد من الإرهابيين الذين كانوا موجودين سواء في العراق أو سوريا إلى الأراضي الليبية، وسعى أعداد منهم لاقتحام أراضينا لممارسة الاٍرهاب في بلادنا.
غير أن اللافت للانتباه هو ارتفاع عدد عربات الدفع الرباعى التي تأتينا عبر حدودنا الجنوبية، بل لعله العدد الأكبر، فكان العدد الأكبر من تلك العربات التي تم تدميرها من هذا الاتجاه الإستراتيجي!.. أي أن حدودنا الجنوبية صارت مصدرا للقلق بما يفوق حدودنا الأخرى المختلفة سواء في الشمال أو الغرب.
وهنا يثور التساؤل كيف يحدث ذلك بعد التغيير السياسي الذي حدث في السودان الشقيق؟!.. لقد كان ذلك مفهوما في ظل وجود النظام السابق في السودان الشقيق الذي جعل من الأراضي السودانية ملاذا أمنا لجماعات تورطت في ممارسة العنف.. أما وقد تغير هذا النظام فقد كان من المتوقع أن تنخفض التهديدات التي تأتينا من الجنوب، مثلما كان من المتوقع أن يتغير الموقف السودانى في مفاوضات سد النهضة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، ويثير تساءل بعض الإخوة السودانيين ولسنا وحدنا في مصر فقط.
على كل حال أن بيان القوات المسلحة يجعلنا نطمئن إلى أنها تقوم بتأمين كل حدودنا الشمالية الشرقية والغربية والجنوبية بلا استثناء، وهو ما يؤكده تدمير هذا العدد الكبير من عربات الدفع الرباعى التي تأتينا من حدودنا الجنوبية.
