رئيس التحرير
عصام كامل

المصالح قبل المبادئ!


في يناير ٢٠١١ خرج مرشد إيران خامئنى ليتحدث باللغة العربية مؤيدا الانتفاضة الشعبية المصرية، ومساندا المطالبة بإسقاط نظام "مبارك" واستبداله بحكم آخر، معتبرا أن الثورة الإسلامية قد وجدت طريقها إلى مصر.. أما في أكتوبر ٢٠١٩ فقد خرج المرشد ليتخذ موقفا مختلفا ومتناقضا تماما تجاه الانتفاضة الشعبية في كل من العراق ولبنان، حينما طالب العراقيين واللبنانيين بأن يحققوا مطالبهم في الإطار القانوني القائم، أي بدون تغيير الحكومات والانظمة السياسية، بل الحرص على المحافظة عليها!


وهذا التناقض البين يؤكد أن المبادئ صنعت لكى يتشدق بها الحكام فقط لا لكى يطبقوها ويلتزموا بها، وأن المصالح هي التي تحكم مواقف هؤلاء الحكام فقط.. وهم يحاولون تغطية هذه المصالح أحيانا بأردية المبادئ!

فها هو مرشد إيران الذي أيد ودعم إسقاط الحكم في مصر قبل نحو تسع سنوات مضت يرفض تغيير الحكم في كل من العراق ولبنان، لأن هذا الحكم يرضى عنه ويحقق له مصالحه، حيث تفرض إيران وصايتها عليه.. أما في مصر فقد كان المرشد يطمح في حكم مصرى جديد يقبل بالتدخل الإيرانى في الشئون المصرية، وهو ما تحقق له بالفعل بعد أن أمسك الإخوان بحكم مصر.

ولعل الحاكم الوحيد الذي يجاهر بأن المصالح وليست المبادئ التي يسير على هداها في سياساته الداخلية والخارجية هو الرئيس الأمريكى "ترامب"، فهو منذ اليوم الأول له أعلن أن أمريكا أولا، وأن كل موقف وتصرف أمريكى يجب أن يكون مدفوع الثمن!..

ومع ذلك فإننا نعتبره فجًّا وفظا، بينما لا نصف حكاما آخرين بذلك رغم أنهم يفعلون ذات الأمر، ولكن يتخفون فقط تحت خيمة المبادئ!
الجريدة الرسمية